يرويه ابو معاوية عن الشيباني عن أبي عون الثَّقَفي .
الغامر من الأرض ما لم يُزْرع مما يَحْتَمِل الزراعة وقال لي بعض أَصحاب اللغة : إِنّما قيل له غامر لأنّ الماء يبلُغه فيَغْمره . وهو " فاعل " بمعنى " مفعول " . كما يقال : ماء دَافق بمعنى مَدْفوق وسرُّ كاتِم أَيَ : بمعنى مكتوم وليلٌ نائم أي : منَوم فيه . فإْن كان كما ذكرنا فإنِّي أَحسبَه بُنِيَ على " فاعل " ليقابل به العامر وقد خّبرتك انَّهم يُوازِنُون الشيء بالشِيء إذا كان معه كقولهم : إِنِّي لآتيه بالغَدايا والعَشاياَ فجمعوا الغَداة غَدايا لماَ قابلوه بالعَشايا . كما جَمعوا العَشيَّة وكقول الشاعر : " من البسيط " ... هَتَّاكُ أَخْبيَةٍ وَلاجُ أَبْويَةٍ ... .
فَجَمع الباب أَبْويه إذْ كان مُوازياً لأَخْبيِة . وهذا الأًصل في الغامر ثم قيل لكلّ أَرض مْعَطَلة من زرع أَو بناء أَو غَرْس : غامِرة ونحوها البَراح . و الدليلُ على ما قُلْنا في الغامر