الخُطَب ويظهر ما عنده يطْلب به المرتبة والقَدْر . وأمّا قولُه : لو وجدت إلى دمك فاكَرْشٍ فإنَّ أَبَا حاتم حدَّثني عن الأَصمعي أنَّه قال : أَراد لو وجدْتُ إلى ذلك سبيلاً . قال : وهو مَثلَ نرى أَصْله إنَّ قوماً طبخوا شاة في كرشها فضاق فم الكرش عن بعض العظام فقالوا للطَّبّاخ : ادْخِلْه فقال : " إِنْ وجدْتُ إلى ذلك فاكرِش " .
وقال في حديث الحَجَّاج أَنّهَ قال لأَنس بن مالك : واللّه لأٌقَلعَنَّك قَلعْ الصَّمْغَة ولأجزرنَّك جَزْر الضَّرَب ولأعصبنَّك عَصْب السَّلَمة فقا ل أَنس : من يعني الأَمير ؟ قال : إيَّاك أَعني أَصمَّ اللّه صَداك فكتبَ أَنس بذلك إلى عبدالمك فكتَب عبدالمك إلى الحجَّاج : يابْن المُسْتَفْرِمة بحَبِّ الزَّبيب لقد هَمَمْت أَنْ أركلك رَكْلة تهوي منها إلى نار جهنَّم قاتلك اللّه أُخَيْفش العينين أَصكَّ الرِجْلين أَسود الجاعِرتين .
قولُه : لأقلعنَّك قلْع الصَّمْغة يريد : لأسْتأْصِلنَّك .
والصَّمْغُ : إِذا قُلِع انْقلع كلّه فال يبقى له أَثر ولذلك يقال : " تركتهم على مِثْل مَقْلِغ الصَّمْغة " و " مَقْرف الصَّمْغة " إذا لم يبق لهم شىء إلاّ ذَهبَ ومثله : " تركته على مِثْل ليلة الصَّدرَ "