ومما يحقق ذلك حديث آخر سمعت عباد بن العوام يحدثه مثل هذا الحديث قال قال عروة : فلقد أخبرني الذي حدثني هذا الحديث أن رجلا غرس في أرض رجل من الأنصار نخلا فاختصما إلى رسول الله فقضى للأنصاري بأرضه وقضى على الآخر أن ينزع نخله ; قال : فلقد رأيتها يُضرب في أصولها بالفُؤوس وإنها لنخل عُمٌّ .
عمم عفا قال أبو عبيد : هذا الغارس في أرض غيره هو العِرْق الظالم . وقوله : نَخْل عُمّ هي التامة في طولها والتفافها واحدتها عميمة ; ومنه قيل للمرأة : عميمة إذا كانت كذلك في خَلقها ; قال لبيد يصف نخلا : [ الكامل ] ... سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصفا وسريُّه ... عُمّ نواعِمُ بينهن كرومُ ... .
فالسُحُق : الطوال وقوله : يمتعها - يعني يطولها [ وهو - ] مأخوذ