نَبَّ التَيْسُ يَنِبُّ بالكَسْر نَبّاً ونُبِيباً ونُباباً بالضَّمّ في الأَخِيرِ وَنَبْببَ : صاحَ عند الهيَاج والسِّفادِ . قال عُمَرُ لوفْدِ أَهل الكُوفَةِ حينَ شَكَوْا سَعْداً : ليُكَلِّمْنِي بعضُكم ولا تَنِبُّوا عندي نَبِيبَ التُّيُوسِ " أَي : لا تضِجُّوا . يُقَالُ : نَبَّ عَتُودُهُ : إِذا تَكَبَّرَ وتَعَاظَمَ وقال الفَرْزدَقُ : .
" وكُنّا إِذا الجَبّارُ نَبَّ عَتُودُهُ ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ عن ابْنِ سيدَهْ : الأُنْبُوبُ أَي بالضَّمِّ أَطلقه اعتماداً على الشُّهْرَة مِنَ القَصَب والرُّمْحِ كَعْبُهُما كالأَنْبُوبَةِ بالهاءِ . وقال اللَّيْثُ : الأَنْبُوبُ والأُنْبُوبَةِ : ما بَيْنَ العُقْدَتَيْنِ من القَصَبِ والقَنَاةِ . ومِثْلُهُ في الصَّحِاح إِلاّ أَنَّهُ قال فيهِ : والجمعُ أُنْبُوبٌ وأَنابِيبُ . فظاهرُ عِبارَةِ المصنّفِ أَنّ الأَنْبُوبٌ واحِدٌ وما بَعْدَهُ لغَةٌ فيه . والمفهومُ من الصَّحِاح أَن الأُنْبُوبَةَ واحدٌ وأَنّ جمعه أُنْبُوبٌ بغير هاءٍ وجمع الأَنْبُوبِ أَنَابِيبُ فهُو جمْعُ الجمْعِ ؛ وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ : .
أَصْهبُ هَدّارُ لِكُلِّ أَرْكُب ... بِغِيلَة تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ يجُوزُ أَن يعنيَ بالأَنْبُبِ أَنابِيبَ الرِّئَةِ كأَنّهُ حذف زوائد أُنْبُوب فقال : نَبٌّ ؛ ثُمّ كَسَّره على أَنُبٍّ ثُمّ أَظهر التضعيفَ . وكلُّ ذلك للضَّرُورَةِ . ولو قال : بَيْنَ الأنْبُبِ بضم الهمزة لكانَ جائزا . وهو مُرادُ المُصَنّف بقوله : ولَعَلَّه مَقْصُورٌ منه أَي : من الأُنْبُوب صرّح به أَبو حَيّانَ ونقله الصّاغانيُّ . ويسوغُ حينَئِذٍ أَنْ يقولَ : بينَ الأَنْبُبِ وإِنْ كان يقتضي " بين " أَكثَرَ من واحِدٍ لأَنَّهُ أَراد الجنسَ فكأَنّه قالَ : بين الأَنابِيبِ . من المجاز : ذَهَبَ في كُلِّ أُنْبُوب وهو مِنَ الجبَلِ الطَّرِيقَةُ النّادِرةُ فيه هُذَلِيَّةٌ قال مالِكُ بْنُ خالِدَ الخُناعِيُّ : .
في رأْسِ شاهِقَةِ أُنْبُوبُهَا خَصِرٌ ... دُونَ السَّمَاءِ لها في الجوِّ قُرْنَاسُ