سَتحْطِمُ سَعْدُ والرِّبابُ أُنُوفَكُمْ ... كما حَزّ في أَنْفِ القَصِيبِ جَرِيرُها ووجدت في حاشية كتاب البَلاَذُرِيِّ : ويُقَال : ناقَةُ مُقْتَصَبَةُ . قَصَبَ فُلاناً أَو دَابَّةً أَو بَعِيراً يَقْصِبُهُ قَصْباً : مَنَعَه من الشُّرْبِ وقَطَعَهُ عليهِ قَبْلَ أَنْ يَرْوَي . وعن الأَصْمَعِيِّ : قَصَبَ البَعِيرُ فهو قاصِبُ : إِذا أَبَي أَنْ يَشرَبَ والقومُ مُقْصِبُون : إِذَا لم تَشْرَبْ إِبلُهُمْ . دخَلَ رُؤبَةَ على سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ وهو والِي البَصْرَةِ فقَالَ : أَيْنَ أَنْتَ من النِّسَاءِ ؟ فقال : أُطِيلُ الظِّمْءَ ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ . وقَصَبَه يَقْصِبُهُ قَصْباً عابَهُ وشَتَمَهُ ووَقَعَ فيه . وأَقْصَبَه عِرْضَهُ : أَلْحَمَهُ إِيَّاه وقالَ الكُميْت : .
وكُنْتُ لَهُمْ من هؤُلاكَ وهؤُلاَ ... مِجَنًّا على أَنِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ رَجُلُ قَصَّابَةُ لِلنَّاسِ : إِذا كانَ يَقَعُ فيهم وسيأْءتي . وفي حديث عبد المَلِكِ قال لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : " هَلْ سَمِعْتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نِساءنَا ؟ قال : لا " كَقَصَّبَه تقصيباً .
والقَصَبُ محرَّكَةً أَيضاً : عِظامُ الأَصابِعِ من اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ . وامْرَأَةُ تامَّةُ القَصَبِ وهو مَجازُ . وقيل هي ما بين كُلِّ مَفْصِلَيْنِ من الأَصَابِع وفي صفته صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم : " سَبْطُ القَصَبِ " . وفي المِصْباح : القَصَبُ : عِظامُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ ونَحْوِهِما . وقَصَبَةُ الإِصْبَعٍ : أُنْمُلَتُها . وفي الأَساس : في كُلِّ إِصْبَعٍ ثلاثُ قَصَباتٍ وفي الإِبْهامِ قَصَبتانِ انتهى . في التّهذيب : عن الأَصمعيّ : شُعَبُ الحلْقِ . القَصَبُ : عُرُوقُ الرِّئَةِ وهي مخارِجُ الأَنْفَاسِ ومَجَارِيها وهو مَجازُ . القَصبُ ما كان مُسْتَطِيلاً أَجْوَفَ من الجوْهَرِ وفي بَعِض الأُمَّهاتِ : من الجَواهِرِ قاله ابنُ الأَثيرِ وقل : القصبُ : أَنابِيبُ من جَوْهَرٍ . القَصبُ : ثِيابُ ناعِمَةُ رِقاقُ تُتَّخَذُ من كَتَّانٍ الوَاحِدَةُ قَصَبِيُّ مِثْلُ عَرَبِيٍّ وعَرَبٍ . وفي الأَسَاسِ في المجازِ : ومع فلانِ قَصَبُ صَنْعاءَ وقَصبُ مِصْرَ أَيْ : قَصبُ العقِيقِ وقَصبُ الكتَّانِ . والقَصَب : الدُّرُّ الرَّطْبُ الزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرصَّعُ بالياقُوتِ قاله أَبُو العبَّاسِ عن ابْنِ الأَعْرابيِّ حِينَ سُئِلَ عن تفْسِيرِ الحدِيثِ الآتي ومِنْهُ الحديث : " أَنَّ جِبْرِيلَ قالَ لِلنَّبِيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ في الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ " . هكذا في أُصُولنا وفي نسخةِ الطّبلاوِيّ وغيرِه وهو الصَّواب ويُوجَدُ في بعض النّسخ ومنه : " بُشِّرَتْ " بتاءِ التَّأْنيث الساكنة كأَنّهُ حكايةُ لِلَّفْظ الوارد في الحديث . قال ابْنُ الأَثِيرِ : القَصَبُ هُنا : لُؤْلُؤُ مُجَوَّفُ واسعُ كالقَصْرِ المُنِيف ؛ ومثله في التَّوشِيح وعن ابْنِ الأَعرابيّ : البيْتُ هُنا بمعنى : القَصْر والدّارِ كقولكِ : بَيْتُ المَلِكِ أَي : قصرُهُ وسيأْتي . قال شيخُنا : وأَخرجَ الطَّبرانِيُّ عن فاطمةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ : " قُلْتُ : يا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ أُمِّي ؟ قال : في بَيْتٍ من قَصَبِ . قلتُ : أَمِنْ هذا القَصَبِ ؟ قال : لا من القَصَبِ المنظومِ بالدُّرِّ والياقُوتِ واللُّؤْلُؤِ " . ثمَّ قال : قلتُ : وقد قال بعضُ حُذّاقِ المُحَدِّثِينَ : إِنّهُ إِشارةُ إِلى أَنّها حازَتْ قَصَبَ السَّبْقُ لأَنَّهَا أَوَّلُ مَنْ أَسلَمَ مُطْلَقاً أَو من النّساءِ انتهى .
من المَجَاز : خَرَجَ الماءُ من القَصَبِ وهي مَجارِي الماءِ من العُيُونِ ومَنَابِعها . وفي التَّهْذِيب عن الأَصْمَعِيّ : القَصَبُ : مَجارِي ماءِ البِئرِ من العُيُونِ واحِدَتُهَا قَصَبَةُ ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب : .
أَقامَتْ به فَابْتَنَتْ خَيْمَةً ... على قَصَبِ وفُرَاتٍ نَهِرْ