وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله تعالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " جاءَ في التَّفْسِير : أُخِذوا من تحتِ أََقدامِهم . وقوله تعالَى : " ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ " ذكَّر قريباً ؛ لأَنَّ تأْنيثَ السّاعةِ غيرُ حقيقيٍّ . وقد يجوز أَنْ يُذَكَّرَ لأَِنَّ السّاَعَةَ في معنَى البَعْثِ وقولهُ تعالَى : " واسْتَمعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " أَي : يُنَادي بالحشر من مكانٍ قريبٍ وهي الصَّخْرَة الَّتِي في بيتِ المَقْدِسِ ويقال إِنّهَا في وَسَطِ الأَرضِ . وقولهُ تَعَالَى : " إِنَّ رَحْمَةَ اللِه قَرِيبٌ منَ الُمحْسِنِينَ " ولم يَقلْ : " قَرِيبَةٌ " لأَنّهّ أَرادَ بالرَّحمة الإِحْسَانَ ولأِن مالا يكون تأْنيثهُ حقيقياًّ جاز تذكيرُهُ وقال الزَّجَّاج : إِنَّما قِيلَ " قَرِيبٌ من المحسنين " لأَنَّ الرَّحْمَةَ والغفْرَانَ والعَفْوَ في معنًى واحِد وكذلك كلُّ تأْنيثٍ ليس بحقيقيٍّ . قال وقال الأَخْفَشِ : جائزٌ أَنْ تكونَ الرَّحْمَة هنا بمعنَى المَطَر . قال : وقال بعضهم : هذا ذُكِّرَ للفَصْل بينَ القريب من القُرْبِ والقريبِ من القَرَابَةِ قال : وهذا غَلَطٌ ؛ كلُّ مَا قَرُبَ في مكان أَو نَسَب فهو جارٍ على ما يُصيبُهُ من التَّذكِير والتأْنِيث .
قال الفَرّاءُ إِذا كان القريبُ في معنَى المَسَافة يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث وإِذا كان في معنى النَّسَب يُؤَنَّث بلا اختلاف بينَهُمْ تقول : هذهِ المَرأَة قَرِيبَتي أي : ذات قرابتي .
قال ابْن بَرِّىّ : ذَكَرَ الفرّاءُ أَنّ العَربَ تُفَرِّق بينَ القريب من النَّسَبِ والقَريبِ من المكانِ فيقولونَ : هذهِ قريبتي من النَّسَب وهذهِ قريبي من المَكَانِ ؛ ويشهَدُ بصِحَّة قوله قول امْرِئِ القَيْسِ : .
" لَهُ الوَيْلُ إِنْ أَمْسَي ولا أُمُّ هاِشمٍقَرِيبُ ولا البَسْبَاسَةُ ابْنَة يَشْكُرَا فَذكَّرَ قَرِيباً وهو خبرُ عن أُمِّ هاِشمٍ فعلى هذا يجوز قريبُ منِّي يُرِيد قرْبَ المَكَانِ وقَرِيبَةُ مِنِّي يريد قُرْبَ النَّسَبِ .
ويقال : إِنَّ فَعِيلاً وقد يُحْمَل على فَعُولٍ لأَنَّهُ بمعناهُ مثل : رَحِيم ورَحُوم ؛ وفَعُولُ لا تدخله الهَاءُ نحو : امْرَأَةُ صَبُورُ فلذلك قالوا : رِيحُ خَريقُ وكَتِيبَةُ خَصِيفُ وفلانَةُ منِّي قريبُ . وقد قيلَ : إِنَّ قَرِيباً أَصله في هذا أَنْ يكونَ صِفَةً لِمَكان كقولك : هِي منّي قريباً أَيْ مكاناً قَرِيباً ثمَّ اتُّسِعَ في الظَّرْفِ فرُفِعَ وجُعِلَ خَبَراً . وفي التَّهْذِيب : والقَرِيبُ نَقِيض البَعِيدِ يكون تحوِيلاً فيستوِي في الذَّكَر ِوالأُنْثَى والفَرْدِ والجميعِ كقولك : هو قريبُ وهي قريبُ وهمْ قريبُ وهُنَّ قريبُ . وعن ابن السِّكِّيتِ تقول العَرَبُ : هو قريبُ منِّي وهُمَا قريبُ منِّي وهُمْ قريبُ منِّي وكذلك المؤنَّث : هي قريبُ منِّي وهي بَعِيدُ منِّي وهُمَا بعيدُ وهُنَّ بعيدُ مِنِّي وقَرِيبُ فتوَحِّدُ قريباً وتذَكِّرُه ؛ لَأنّهَُ وإِنْ كان مرفوعاً فإِنَّه في تأْوِيلِ : هو في مكانٍ قريبٍ منِّي . وقال اللهُ تَعَالَى : " إنَّ رَحْمَةَ الِله قَرِيبُ منَ المُحْسِنِينَ " .
وقد يَجُوز " قَرِيبةُ وبعيدة " بالهاءِ تَنْبِيهاً على : قَرُبَتْ وبَعُدَتْ فمَنْ أَنَّثها في المؤنَّث ثَنَّى وجَمَع ؛ وأَنشدَ : .
لَيَالِيَ ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدَةُ ... فَتَسْلَي ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبُ هذا كلّه كلام ابنِ مَنْظورٍ فِي لسانِ العرب والأَزهريِّ في التَّهْذِيبِ وقد نقله شيخنا برُمَّته عنه كما نقلت