فإِن تُعْقِب الأَيَّامُ والدَّهْرُ تَعلَمُوا ... بَنِي قَارِبٍ أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ قال ابنُ مَنْظُور : قولُه بمَعْبَد يَعْنِي عَبْدَ اللهِ فاضْطُرَّ . وغَضَابَى بالفَتْح كَنَدَامَى ويُضمّ أَوَّلُه وهو الأَكْثرُ مثل سَكْرى وسُكارى . وأَنْشَد الجَوْهَرِيّ : .
فإِن كُنْتُ لمْ أَذْكُرْك والقوْمُ بَعْضُهمْ ... غُضابَى على بَعْضٍ فمَالِي وَذائِمُ وقد أَغْضَبَه غَيْرُه فتَغَضَّبَ وغَاضَبْتُه : رَاغَمْتُه وبه فُسِّر قولُه تَعَالى وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً أَي مُراغِماً لقومه . غاضَبْتُ فُلاَناً : أَغْضَبْتُه وأَغْضَبَنِي وهو على حقِيقَةِ المُفَاعَلَةِ . والغَضُوبُ : الحَيَّةُ الخَبِيثَةُ والعَبُوسُ مِنَ النُّوقِ وكذَلَِ غَضْبَى قال عَنْتَرَةُ : .
يَنْبَاعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ الغَضُوب : جَماعة النّسَاء و غضوب . والغَضُوب : اسْمُ امْرَأَة . قال ساعدة بن جُؤَيَّة : .
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وَعَدت عَوَادٍ دُونَ وَلْيِك تَشْعَبُ وقال : .
شَاب الغُرَابُ ولا فؤَادُك تَارِكٌ ... ذِكْر الغَضُوبِ ولا عِتَابُك يُعْتِبُ فَمَنْ قَالَ : غَضُوبُ فَعلى قَوْلِ من قَالَ حَارِث وعَبَّاس ومن قَالَ الغَضُوبَ فعلَى مَنْ قَالَ الحَارث والعَبَّاس . والغَضْبَةُ جِلْدُ المُسْنِّ مِنَ الوُعُولِ . الغَضْبَةُ : جُنَّةٌ شِبْهُ الدَّرْقَةِ محركة وهي التُّرْس تُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِ البِعيرِ يُطْوَى بعْضُها على بَعْض للقِتَالِ . الغَضْبَةُ : بَخْصَةُ بالموحدة والخاء المُعْجَمة والصَّادِ المُهْمَلَة : نُتوّ فَوْق العَيْنَيْن أَو تَحْتهما كهيئة القِمْحَة تَكُونُ بالجَفْنِ الأَعْلَى من العَيْن خِلْقَةً كذا في المُحْكَم . الغَضْبَةُ : جِلْدةُ الحُوتِ نقله الصَّاغَانِيّ . وجِلْدَةُ الرَّأْس نقله الصَّاغَانِيّ أَيضاً وجِلْدَةُ ما بَيْن قَرْنَيِ الثَّوْرِ نقله الصَّاغَانِيُّ أَيضاً . والغُضَابُ بالكَسْرِ وبِالضَّمِ : القَذَى في العَيْنِ وفي أُخْرَى في العَيْنَيْن بالتثنية الغُضَابُ : دَاءٌ آخرُ يَخرج بالجِلْد وليس بالجُدَرِيّ . يقال منه : غُضِب بصَرُ فُلان إِذا انْتَفَخ من الغُضَاب ما حَوْلَه أَو هو الجُدَرِيّ . ويقال للمَجْدُور : المَغْضُوب وفِعْلُه كَسمِع وعُنِيَ والثَّانِي أَكثرُ والأَخِير نقله الصَّاغَانِيّ . يقال : غُضِبَتْ عِينُه وغَضِبَت بِالفَتْح والكَسْرِ . الغِضَابُ كَكِتَاب : ع بالحِجَاز قال رَبِيعَةُ بْنُ الجَحْدرِ الهُذَلِيّ : .
أَلا عاد هذَا القلبَ ما هُوَ عَائِدُهْ ... وارثَ بأَطْرَافِ الغِضَابِ عَوَائِدُهْ والأَغْضَب : ما بيْنَ الذَّكَرِ إِلَى الفَخِذ نَقَله الصَّاغَانِيّ . وغَضْبَانُ : جَبَلٌ بالشَّامِ في أَطْرَافِهِ . وغَضْبَى كسَكْرَى : اسم فَرَسِ خَيْبَرِيّ بياء النِّسْبةِ ابْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِي . وقَوْلُ الجَوْهَرِي كما قاله الصَّاغَانِي وَهُو قَولُ ابْنِ سِيدَه أَيضاً غَضْبَى أَي كسَكْرَى : اسمُ مِائَة مِنَ الإِبِل وحكاه أَيضاً الزَّجَاجِيّ في نَوَادِرِه وهي مَعْرِفَةٌ أَي بالعَلَمِية ولا تَدْخُلُها أَلْ . قال شَيْخُنا : أَي لأَنَّهَا من أَدواتِ التَّعْرِيف وقد حَصَل لها في العَلَمِيَّة وهم يَمْنَعُون من اجْتِماع مُعَرَّفَيْن على مُعَرَّف وَاحِد وإِن كان المُحَقِّق الرَّضِيّ في شَرْح الكافية جَوَّز ذَلِك وقال : ما المَانِع من اجْتِمَاع المُعَرَّفَيْن على مُعَرَّفٍ وَاحِدٍ إِذَا كان أَحدُهُما يُفِيد غيرَ ما يُفِيدُه الآخر ؛ ولذلك جَوَّز إِضافَة العَلَم كقَوْلِهِ : .
" عَلا زَيْدُنَا يومَ النَّقَا رأْسَ زَيْدِكم وهو ظَاهِرٌ قَوِيٌّ لكن الأَكْثر على مْنعه لا يدخلها التَّنْوِين قال شَيْخُنَا : أَي لكونها عَلَماً فتكون مَمْنوعَةً من الصَّرْف للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث وهذَا غَيرُ مُحتاج إِليه . لأَنَّ أَلف التَّأْنيث تَمْنَع من الصَّرْف مُطقاً سواءٌ كان مَدْخُولُها مَعْرِفةً أَو نكرةً كما في الخُلاَصَة وشُرُوحِهَا وغيرها من دَوَاوين النَّحْو . وفي الصَّحَاح : أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :