وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال شَيْخُنا : ظاهرُه أنّ الغَزَلَ هو مُحادثَةُ النساءِ ولعلَّه من مَعانيه والمعروفُ عند أئمّةِ الأدَبِ وأهلِ اللِّسان أنّ الغَزَلَ والنَّسيبَ : هو مَدْحُ الأعضاءِ الظاهرةِ من المَحبوب أو ذِكرُ أيّامِ الوَصْلِ والهَجْرِ أو نحو ذلك كما في عُمْدَة ابنِ رَشيقٍ وَبَسَطه بعضَ البَسْطِ الشيخُ ابنُ هشامٍ في أوائلِ شَرْحِ الكَعْبِيَّة انتهى . قلتُ : نصُّ ابنِ رَشيقٍ في العُمدَة : والنَّسيبُ والغَزَلُ والتَّشْبيبُ كلُّها بمعنىً واحدٍ وقال عبدُ اللطيف البغداديُّ في شرحِ نَقْدِ الشِّعرِ لقُدامَة : يقال : فلانٌ يُشَبِّبُ بفلانةٍ أي يَنسِبُ بها ولتَشابُههما لا يُفَرِّقُ اللُّغَوِيُّون بينهما وليس ذلك إليهم قال العَلاّمةُ عبدُ القادرِ بنُ عمرَ البغداديُّ في حاشِيَتِه على شرحِ ابنِ هشامٍ على الكَعْبِيَّة : إنّ التَّشْبيبَ إنّما هو ذِكرُ صِفاتِ المرأةِ وهو القسمُ الأوّلُ من النَّسيبِ فلا يُطلقُ التَّشبيبُ على ذِكرِ صفاتِ النّاسِبِ ولا على غيرِه من القسمَيْن الباقيَيْن والتَّغَزُّلُ بمعنى النَّسيبِ في الأقسامِ الأربعةِ فيُقالُ لكلٍّ منهما تغَزُّلٌ كما يقال له نَسيبٌ والتغَزُّل : ذِكرُ الغَزَل فالغَزَلُ غيرُ التغَزُّلِ والنَّسيب وقال عبدُ اللطيفِ البغداديُّ في شرحِه على نقدِ الشِّعرِ لقُدامة : اعلم أنّ النَّسيبَ والتَّشْبيبَ والغَزَلَ ثلاثَتُها مُتقارِبَةٌ ولهذا يَعْسُرُ الفرقُ بينهما حتى يُظَنَّ بها أنّها واحدٌ ونحن نُوَضِّحُ لك الفرقَ فنقول : إنّ الغزَلَ هو الأفعالُ والأحوالُ والأقوالُ الجارِيَةُ بين المُحِبِّ والمَحبوبِ نَفْسُها وأمّا التَّشبيبُ فهو الإشادةُ بذِكرِ المحبوبِ وصفاتِه وإشهارُ ذلك والتَّصريحُ به وأمّا النَّسيبُ فهو ذِكرُ الثلاثةِ أعني حالَ الناسبِ والمنسوبِ به والأمورَ الجاريةَ بينهما فالتَّشبيبُ داخلٌ في النَّسيب والنَّسيب : ذِكرُ الغزَلِ قال قُدامَة : والغزَلُ إنّما هو التَّصابي والاسْتِهتارُ بمَوَدَّاتِ النساءِ ويقال في الإنسانِ إنّه غَزِلٌ : إذا كان مُتَشَكِّلاً بالصَّبْوَةِ التي تَليقُ بالنساءِ وتُجانِسُ مُوافقاتِهنَّ بالوَجْدِ الذي يَجِدُه بهنَّ إلى أن يَمِلْنَ إليه والذي يُميلُهنَّ إليه هو الشَّمائلُ الحُلْوَة والمَعاطِفُ الظريفةُ والحركاتُ اللطيفةُ والكلامُ المُسْتَعْذَبُ والمَزحُ المُستَغْرَبُ قال الشارحُ المذكور : ينبغي أن يُفهَمَ أنّ الغزَلَ يُطلَقُ تارةً على الاستعدادِ بنحوِ هذه الحالِ والتَّخَلُّقِ بهذه الخَليقةِ ويُطلقُ تارةً أُخرى على الانفعالِ بهذه الحالِ كما يقال : الغَضْبان على المُستَعِدِّ للغضَب السريعِ الانفعالِ به وعلى من انْفَعلَ له وخرجَ به إلى الفِعلِ فقولُه : الغزَلُ إنّما هو التَّصابي يريدُ به التَّخَلُّقَ والانفِعال وقولُه : إذا كان مُتَشَكِّلاً بالصَّبْوَةِ يريد به الاستعدادَ انتهى . والتغَزُّل : التَّكَلُّفُ له أي للغزَلِ وقد يكونُ بمعنى ذِكرِ الغزَلِ فالغَزَلُ غيرُ التغَزُّلِ كما تقدّم قريباً . الغَزِلُ ككَتِفٍ : المُتَغَزِّلُ بهنَّ على النَّسَب أي ذو غَزَلٍ فالمُرادُ بالتغَزُّلِ هنا ذِكرُ الغَزَل لا تَكَلُّفُه وقد ذُكِرَ تحقيقه في قولِ قُدامَةَ قريباً . وقد غَزِلَ كفَرِحَ غَزَلاً . الغَزِل : الضعيفُ عن الأشياءِ الفاتِرُ فيها عن ابْن الأَعْرابِيّ قال : ومنه رجلٌ غَزِلٌ لصاحبِ النساءِ ؛ لضَعفِه عن غيرِ ذلك . والأَغْزَلُ من الحُمَّى : ما كانتْ هكذا في سائرِ النسخ والصوابُ - كما في اللِّسان - والعربُ تقول : أَغْزَلُ من الحُمَّى يريدون أنّها مُعتادة للعَليلِ مُتَكَرِّرَة عليه فكأنّها عاشِقةٌ له . وغازَلَ الأربَعين : دَنا منها عن ثَعْلَبٍ . والغَزال كسَحابٍ من الظِّباء : الشّادِن وقيل : الأُنثى حين يتحرَّكُ ويَمشي وتُشَبَّه به الجارِيَةُ في التَّشبيب فيُذَكَّرُ النعتُ والفِعلُ على تذكيرِ التشبيه وقيل هو بَعْدَ الطَّلَى أو هو غَزالٌ من حين يُولَدُ إلى أن يَبْلُغَ أشدَّ الإحْضارِ وذلك حين يَقْرِنُ قوائِمَه فيضعُها معاً ويرفَعُهما معاً ج : غِزْلَةٌ وغِزْلان بكسرِهما كغِلَمةٍ وغِلْمانٍ والأُنْثى بالهاءِ قال شَيْخُنا : وظاهرُه يُوهِمُ أنّ الغَزالَ خاصٌّ بالذُّكورِ وأنّه لا