وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضَلَّ الرَّجُلُ : ماتَ وصارَ تُراباً وعِظَاماً فَضَلَّ فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ وفي التَّنْزِيلِ العزيزِ : " أَئِذَا ضَلَلْنَا في الأَرْضِ " أي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً فَضَلَلْنَا في الأَرْضِ فلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا وقالَ الرَّاغِبُ : هو كِنايةٌ عن المَوْتِ واسْتِحَالَةِ البَدَنِ وقُرِئَ بالصَّادِ كما تَقَدَّم . وضَلَّ الشَّيْءُ : إِذا خَفِيَ وغَابَ ومنهُ ضَلَّ الماءُ في اللَّبَنِ وهو مَجازٌ ويُقالُ : ضَلَّ الكافِرُ إِذا غَابَ عن الحُجَّةِ وضَلَّ النَّاسِي إذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ وفي الحديثِ : أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي فإِذا صَرْتُ حُمَماً فاسْهَكُونِي ثُمَّ ذُرُّونِي لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ أي أَغِيبُ عن عَذَابِ اللهِ وقالَ القُتَيْبِيُّ : أي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي . وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً : أُنْسِيَهُ والضَّلالُ : النِّسْيانُ ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى : " مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى " أي تَغِيبَ عن حِفْظِها أو يَغِيبَ حِفْظُها عنها قالَ الرَّاغِبُ : وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ في الإِنْسانِ وقُرِئَ : " إِن تَضِلَّ " بِكَسرِ الهَمْزَةِ فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ قالَ الزَّجَّاجُ : المَعْنَى في " إن تَضِلَّ " إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ قالَ : وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لا غَيْرُ ومَنْ قَرَأَ : " أن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ " وهي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى ومِنْ أَجْلِ أن تُذَكِّرَها فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ : فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ وإِنَّما اُعِدَّ هذا لِلإِذْكارِ ؟ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ الإِضْلالَ جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ لأنَّ الإِضْلالَ هو السَّبَبُ الذي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ قالَ : ومِثْلُهُ : أَعْدَدْتُ هذا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لا للْمَيْلِ ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ هذا هو البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى ومنه قولُهُ تَعالى : " قالَ . فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ الضَّالِّينَ " تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ . ويُقالُ : ضَلَّنِي فُلانٌ فلم أَقْدِرْ عليهِ : أي ذَهَبَ عَنِّي قال ابنُ هَرْمَةَ : .
والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي تَضِلُّني عِلَلِي