وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد ذكر المصنِّفُ هاتَيْن اللّغتين في ترْكيب م ق أ من بابِ الهَمز وقال هُناك : هذا موضِعُ ذِكرِهِما لا القافُ كما وهِمَ الجوهريُّ . وذكرْنا هناك أن ابنَ القَطّاعِ صرّح بزيادةِ همْزتِها أو الياءِ مع أنّ الجوهريّ C تعالى لم يذكُرْ هاتَيْنِ اللّغتيْن هنا وإنما ذكَر المُؤْق والمَأْق والمأقى فتأمّل ذلك . وقال أبو عليّ : من قال ماقٍ فالأصلُ ماقِئٌ ووزْنُه فالِع وكذلك جمْعه مَواق ووزنه فَوالِع فأُخِّرتِ الهمزةُ وقلِبت ياءً والدّليلُ على ذلك ما حُكِي عن أبي زيْد أنّ قوماً يُحقِّقون الهمزةَ فيقولون : ماقِئُ العيْن قال الجوهريّ : مأقِي العَيْن لُغة في مؤْقِ العَين وهي فعْلِي وليس بمَفْعِل ؛ لأن الميمَ من نفْس الكلِمة وإنّما زيدَ في آخِرِه الياءُ للإلْحاقِ فلم يجِدوا له نَظيراً يُلحِقونَه به ؛ لأنّ فَعْلي بكسرِ اللام نادِرٌ لا أُخْتَ لها فأُلْحِقَ بمَفْعِل فلهذا جمَعوه على مآقٍ على التّوهُّم كما جمَعوا مسيلَ الماءِ أمْسِلةً ومُسْلاناً وجمعوا المَصير مُصْرانا تشْبيهاً لهما بفَعيل على التوهّم . وقال ابنُ السِّكّيت : ليسَ في ذَواتِ الأرْبعة مفْعِل بكسْرِ العينِ إلا حرْفان : مأْقِي العيْن ومأْوِي الإبِل . قال الفرّاءُ سمِعْتُهما والكلامُ كُلّه مَفْعَل بالفَتْحِ نحو : رميتُه مرْمىً ودعوْتُه مدْعىً وغزوتُهُ مغْزىً وظاهِرُ هذا القوْل - إنْ لم يُتأوَّلْ على ما ذكرناه - غلط انْتَهى نصُّ الجوهريِّ . قلت : ونصّ الفَرّاء في باب مَفْعَل ما نصّه : ما كانَ من ذَواتِ الياءِ والواو من دعَوْتُ وقضيتُ فالمَفْعَلُ فيه مفْتوحٌ اسماً كان أو مصْدراً إلا المأْقِي من العيْن فإنّ العرب كسَرت هذا الحرفَ قال : ورُوِي عن بعضِهم أنّه قال : في مأْوَى الإبِل مأْوِي . فهذان نادِران لا يُقاسُ عليهما . قال ابنُ بَرّي - عند قولِه : وإنما زيدَ في آخِره الياءُ للإلْحاقِ قال - الياءُ في مأقِي العيْن زائدةٌ لغير إلْحاق كزِيادة الواوِ في عرْقُوَة وترْقُوَة وجمعُها مآقٍ كعراق وتَراقٍ ولا حاجةَ الى تشْبيه مأقِي العيْن بمفْعِل في جمعِه كما ذكرَ في قوله فلهذا جمَعوه على مآقٍ على التوهُّم لِما قدّمْتُ ذِكره فيكون مأْقٍ بمنزلة عرْقٍ جمْع عرْقُوةٍ وكما أنّ الياءَ في عرْقِي ليست للإلْحاق كذلك الياءُ في مأقِي ليسَت للإلْحاقِ . وقد يُمكِنُ أن تكونَ الياءُ في مأقِي بدَلاً من واو بمنزلة عرْقٍ والأصْلُ عرْقُوٌ فانقَلَبَتْ الواو ياءً ؛ لتطرُّفِها وانْضِمام ما قَبْلها . وقال أبو علي : قُلِبَت ياءً لمّا بُنِيت الكلِمةُ على التذْكيرِ . وقال ابنُ برّي أيضاً - بعد ما حَكاهُ الجوهريُّ عن ابنِ السِّكّيت : إنّه ليسَ في ذَواتِ الأربَعة الى آخِره - : قال : وهذا وَهَمٌ من ابنِ السِّكّيت ؛ لأنّه قد ثبَت كونُ الميمِ أصلاً في قولِهم : مُؤْق فيَكون وزنُها فعْلِي على ما تقدم . ونظيرُ مأْقِي معْدي فيمنْ جعله من مَعَدَ أي : أبعَد ووزنه فعْلي . وقال ابنُ برّي : يقال في المؤْقِ : مُؤْقٍ ومأْق وتثبُت الياءُ فيهما مع الإضافة والألف واللام . قال أبو عليّ : وأما مُؤقِي فالياءُ فيه للإلحاق ببُرْثُن وأصله مؤْقُوٌ بزيادَة الواو للإلْحاق كعُنْصُوَةٍ إلاّ أنّها قُلِبت كما قُلِبت في أدْل . وأما مأْقِي العيْن فوزنه فعْلِي زيدَت الياءُ فيه لغيْر إلحاق كما زيدَت الواوُ في ترْقُوَة وقد يُحْتَمل أن تكون الياءُ فيه منقَلِبةً عن الواو فتكون للإلحاق بالواوِ فيكونُ وزنُه في الأصْل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ إلا أنّ الواوَ قُلِبت ياءً لمّا بُنِيت الكلمةُ على التّذكير . انتهى كلام أبي عليّ . طرَفُها ممّا يَلي الأنفَ وهو مجْرَى الدّمْعِ من العيْن واللِّحاظُ طرفُها ممّا يَلي الأذُنَ كما في الصِّحاحِ أو مُقدَّمُها أو مؤَخَّرُها هذه إشارة الى قوْلِ اللّيْثِ فإنّه قال : مُؤق العَيْن : مؤْخِرُها ومأْقُها : مُقدِّمها رواه عن أبي الدُّقَيْشِ قال : ورُوِيَ عن رسولِ الله A : أنّه كان يكتَحِلُ من قِبَل مؤْقِه مرّة ومن قِبَل مأْقِه مرة يعْني مُقدَّم العيْنِ ومؤْخِرَها . قال الأزهريُّ : وأهلُ اللّغةِ مُجمِعون على أن المؤْق والمَأْق : حرْفُ العيْنِ الذي يَلي الأنفَ وأنّ الذي يلي الصُّدْغَ يُقال له : اللِّحاظُ . والحديثُ الذي