وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أي : إذا مضَى قَرْنٌ بَدا قرْنٌ . وقيلَ للقَرْن : طَبَق ؛ لأنّهم طبَقٌ للأرض ثم ينقَرِضون ويأتي طبَقٌ آخرُ . وقال ابنُ عرَفَة : يُقال : مَضَى طبَقٌ وجاءَ طبَق أي : مضَى عالَمٌ وجاءَ عالَمٌ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الطَّبَقُ : الأمّة بعدَ الأمّة . أو الطَّبَق : عِشْرون سنَة والذي في كتابِ الهَجَريِّ عن ابنِ عبّاس : الطّبَقةَ : عشرونَ سنةً . والطّبَق من النّاس ومن الجَرادِ : الكَثير أو الجَماعَةُ كالطِّبْق بالكَسْر . قال الأصمعي : الطِّبْق بالكسْر : الجَماعةُ من النّآس . وقال ابنُ سِيدَه : الطَّبَق : الجماعَةُ من الناس يعدِلون جَماعةً مثلَهم . وفي الحديث : أنّ مَريَم عليها السّلام جاعَتْ فجاءَها طبَقٌ من جَراد فصادَتْ منه أي : قَطيعٌ من الجَراد . ومن المَجاز : الطَّبَق : الحال على اخْتِلافِها عن ابنِ الأعرابي . ومنه قولُه تعالى : ( لتَرْكَبُنّ طَبَقاً عن طَبَقٍ ) أي : حالاً بعد حالِ ومنزِلَةً بعد منزِلة كما في الأساس . وفي الصِّحاح حالاً عن حالٍ يوْمَ القيامةِ . قلتُ : ويقَع عن موقِع بعْدَ كَثيراً مثْل قوْلهم : ورِثَه كابِراً عن كابِرٍ أي : بعْدَ كابرٍ قالَه أبو عليّ . وقال أبو بكر : معْناه لتَركَبُنّ السّماءَ حالاً بعْدَ حالٍ ؛ لأنّها تكون في حالٍ كالمُهْلِ ثم كالفَرَسِ الوَرْدِ وفي حال كالدِّهان . قال الصاغانيّ : وإنّما قيلَ للحال : طبَقٌ ؛ لأنّها تمْلأُ القُلوبَ أو تُشارِفُ ذلِك . وقال الرّاغِب : معنى الآية : أي تَرْقَى منزِلاً عن منْزِل وذلِك إشارة الى أحوالِ الإنسانِ من ترَقّيه في أحْوال شتّى في الدُنْيا نحْو ما أشار إليهِ بقوله : ( واللهُ خلَقكُم من تُرابٍ ثمّ من نُطْفَةٍ ) وأحوال شتّى في الآخرَةِ : من النُّشورِ والبَعْثِ والحِسابِ وجوازِ الصِّراطِ الى حينِ المُسْتَقَرِّ في أحدِ الدّارينِ . ونقَل شيخُنا عن ابنِ أبي الحَديد في شرْح نهْج البلاغةِ ما نصّه : الطَّبَقُ : المشقّة ومنه : ( لتركَبُنّ طبَقاً عن طَبَق ) انتهى . قلت : هذا قد نقَله الأزْهريّ عن ابنِ عبّاس وقال : المَعْنى لتَصيرنّ الأمورُ حالاً بعدَ حالٍ في الشّدّةِ . قال : والعَربُ تقولُ : وقَع فلانٌ في بَناتِ طَبَق : إذا وقَع في الأمر الشّديد . وقرأ ابنُ كَثير والكوفيّون غيْر عاصمٍ : لتَرْكَبَنّ بفتح الباءِ أي لترْكَبَنّ يا مفحمّد طبَقاً من أطْباقِ السّماءِ نقله الزّجّاجُ والصّاغانيّ وقرأ ابنُ عبّاس وابنُ مسعود Bهم لتِرْكَبُنّ بكسر التاءِ وهي لُغة تَميم وقَيْس وأسَد وربيعة يكْسِرون أولَ حرْفٍ من حُروفِ المُستقبل إلا أن يكونَ أولُه ياءً فإنّهم لا يَكْسِرونَها . قال ابنُ مسعود : والمَعْنى : لتَرْكَبُنّ السّماءَ حالاً بعد حالٍ وقد تقدّم ذلِك عن أبي بكر . وقال مَسْروقٌ : لتَرْكَبُنّ حالاً بعدَ حال زادَ الزّجاجُ : حتى تَصيروا الى الله من إحياءٍ وإماتة وبعْثٍ . وقرأ عُمر رضي اللهُ عنه : ليَرْكَبَنّ بالياءِ وفتح الباء وفيه وجْهان : أحدُهما : أن يكونَ المُرادُ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلم بلَفْظِ الإخبارِ عنه . والثّاني : أن يكونَ الضّميرُ راجعاً على لفْظِ قولِه تعالَى : ( وأمّا مَنْ أوتيَ كِتابَهُ وراءَ ظهْرِه ) الى قوْله : بَصيرا على الإفرادِ . كذلك ليَرْكَبَنّ السّماءَ طَبقاً عنْ طَبَقٍ يعني هذا المذكور ليكونَ اللّفظُ واحِداً والمَعْنى الجَمْع . وقال الزّجّاجُ على قِراءَة أهْلِ المَدينةِ : لتَرْكَبُنّ طَبَقاً يعْني النّاس عامةً والتّفْسيرُ الشّدّة والجمْع أطْباقٌ . ومنه حديثُ عَمْرو بن العاص : إنّي كُنتُ على أطْباقٍ ثَلاث أي : أحْوال . والطَّبَقُ : عظْمٌ رَقيقٌ يفصِلُ بين كلّ فَقارَيْنِ قال الشاعر : .
ألا ذهَبَ الخِداعُ فلا خِلاعا ... وأبْدى السّيفُ عن طبَقٍ نُخاعا