الأخيرةُ عن أبي تُراب رَواه عن بعضِ الأعرابِ قال : أصْفَقْتُ البابَ وأصمَقْتُه بمعنى أغْلقْتُه . وقال غيرُه : هي الإجافَةُ دون الإغْلاقِ . وقال الأصْمَعي : صَفَقْتُ البابَ صَفْقاً ولم يذكر أصْفَقْتُه وكذلك سَفَقْتُه بالسين عن النَّضْرِ وقد تقدّم . وقال الصاغانيّ : ويُروَى في قولِ عَدي : تُقرَع أبوابُه قال : وهيَ أكثَر . وقال أبو الدُّقَيْش : صَفَقَ البابَ صَفْقاً : فتَحه قال : وترَكْتُ بابَه مَصْفوقاً : أي مفْتوحاً . قال : والناسُ يقولون : صَفَقْتُ البابَ وأصْفَقْتُه أي : ردَدْتُه . وقال أبو الخطّاب : يقال : هذا كُلّه فهُو ضِدٌّ . وفي الصِّحاح : صَفَقَ عيْنَه أي : ردّها وغمّضها . قال : وصَفَق العودَ صَفْقاً : إذا حرّكَ أوْتارَه فاصْطَفَق . وصفَقَ الرّجُلُ صَفْقاً : ذهَب . وصَفَقَت الريحُ الأشْجارَ صَفْقاً : هزّتْها وحرّكتْها فاصْطَفَقَت نقله الجوهريّ . وصَفَق القدَحَ صَفْقاً : ملأَه قاله الفرّاءُ كأصْفَقَه قاله اللِّحْيانيُّ . وقال ابنُ درَيد : صَفَقتْ علينا صافِقَةٌ من النّاس : أي نزَل بنا جَماعةٌ . قال : وصَفَقت النّاقَة صَفْقاً : إذا أُرْتِجَتْ رحِمُها عن ولَدِه حتّى يموتَ الولَدُ . وصَفَق فُلاناً بالسّيفِ صَفْقاً : ضرَبَه به قاله ابنُ شُمَيل وكذا صَفَق رأسَه وعينَه وصَفَق به الأرضَ كما في الأساس . ويُقال : ربِحَتْ صَفْقَتُك للمُشْتَري وصَفْقَةٌ رابِحة أو صَفْقةٌ خاسِرةٌ أي : بَيْعَة . وفي حَديثِ ابنِ مسعودٍ : صَفْقَتانِ في صَفْقَةٍ رِباً أرادَ بيْعَتانِ في بَيْعَة وهو على وجهين : أحدُهما : أن يَقول البائِعُ للمُشْتَري : بعتُك عَبْدي هذا بمائة دِرْهَم على أن تشْتَري منّي هذا الثّوبَ بعَشرةِ دضراهم . والوجْه الثاني : أن يقولَ : بعتُك هذا الثوبَ بعِشْرين دِرْهماً على أن تَبيعَني سِلعَةً بعَيْنِها بكذا وكَذا دِرْهماً . وإنما قيل للبَيْعة صَفْقة لأنّهُم كانوا إذا تبايَعوا تصافَقوا بالأيْدي . ويُقال : إنّه لمُبارَكُ الصّفقَة أي : لا يَشْتَري شيئاً إلاّ ربِحَ فيه . وقد اشتَريْتُ اليومَ صَفْقَةً صالِحةً . والصّفْقَةُ تكون للبائِع والمُشْتَري وفي حَديثِ أبي هُرَيْرَة : ألْهاهُم الصّفْقُ بالأسواق أي : التبايُعُ . وفي الحديث : إنّ أكبَر الكبائِر أن تُقاتِلَ أهلَ صَفقَتِك وهو أن يُعطيَ الرّجلُ عهدَه وميثاقَه ثم يُقاتِله ؛ لأنّ المتعاهِدَيْن يضَعُ أحدُهما يدَه في يد الآخر كما يفْعل المُتبايِعان وهي المَرّة من التّصْفيق باليَدين . ومنه حديث ابنِ عمَر : أعطاه صَفقَةَ يدِه وثَمرةَ قلْبِه . وفي حديث لُقانَ بنِ عادٍ أنّه قال : خُذي منّي أخي ذا العِفاقْ صَفّاق أفّاق قال الأصمعي : الصَّفّاق كشَدّاد : الذي يصفِقُ على الأمر العظيم . والأفّاق : الذي يتصرّف ويضرِبُ الى الآفاق : قال الأزهريّ : رَوى هذا ابنُ قُتَيْبة عن أبي سُفْيان عن الأصْمعي قال : والذي أراه في تَفْسير الأفّاقِ الصَّفّاق غيرُ ما حَكاه ؛ إنما الصَّفّاق : الكثيرُ الأسْفار والتصرُّف في التّجاراتِ . والصّفْقُ والأفقُ قَريبان من السّواءِ . وكذلك الصّفّاقُ والأفّاق مُتقارِبان في المَعْنى وقيلَ : الأفّاقُ من أُفُقِ الأرض أي : ناحيَتها . وثوبٌ صَفيقٌ بيّنُ الصِّفاقَةِ : ضدُّ سَخيفٍ والسّينُ لُغة فيه أي : مَتينٌ جيّدُ النّسيج وقد صَفُق صَفاقَةً إذا كثُفَ نسْجُه . ومن المَجاز : وجْهٌ صَفيقٌ بيّن الصَّفاقَةِ أي : وقِح وقد صفُقَ ككَرُم فيهما أي : في الثّوب والوجْه . وفي النّوادِر : الصَّفوق كصَبور : الحِجابُ المُمْتَنِعُ من الجِبال . وقال الفرّاءُ الصَّفوق : اللَّيّنَة من القِسيّ . والصَّفوق : الصّخْرة المَلْساءُ المُرتَفِعة عن ابن عبّاد ج صُفُق ككُتُب . وقال الأصمعي : الصِّفاق ككِتاب : الجِلْد الأسْفلُ الذي تحْتَ الجِلْد الذي علَيه الشّعَرُ كذا نقلَهُ الصّاغانيّ . ونصّ الأصمعيّ في كتابِ الفرس : دون الجِلدِ الذي يُسلَخُ فإذ سُلِخَ المَسْكُ بَقيَ ذلِك مَمْسِك البَطْن وهو الذي إذا انْشَقّ كان منه الفَتْقُ . وقال أبو عمرو : الصِّفاق : ما حوْل السُّرة حيث ينقُب البَيْطار . وأنشد الأصمعيّ للنّابِغة الجعديّ رضِيَ الله عنه يصِف فَرساً : .
كأنّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... الى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ