وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قلت : وهذه النسخة أَي الثانية هي نص عبارة الأصل أفادَتْها أَي أعطتها مَيامِنُ أَي بركات أنفاسِ المُستَجِنّ أَي المستتر والمراد به المقبور بَطَيْبَةَ وهي المدينة المشرَّفة طيباً أَي لذاذةً وعِطْراً والمراد به النبي صلّى الله عليه وسلّم فشَدَتْ أَي غَنَّت ورَنَّمت بها أَي اللغة أيْكيَّةُ النُّطْق هي الحمامة ونحوها من الطيور التي لها شَدْوٌ وغناء نسبها إلى الأيك وهي الغَيْضَة لأنها تأوي إليها كثيراً وتتخذها مساكنَ على فنن محرّكةً الغصنُ اللسان هذه الجارحة رَطيباً أَي رخْصاً ليِّناً ناعماً وهو حال من الفَنَن أَي أن هذا اللسان ببركات أنفاسه صلّى الله عليه وسلّم لم تجفّ أغصانُها ولم تزل حمائمُ النطقِ تُغنِّي على أغصان الألسنة وهي رطبة ناعمة وفي الفقرة زيادة على المجازات والاستعارات الالتزام يَتداولها القومُ أَي يتناولها ما ثَنَت الشَّمال أَي عطفت وأمالت والشَّمال : الريح التي تهبُّ من الشأْم مَعاطِفَ جمع مِعْطَف كمنبر : الرداء والمراد ما يكون عليه وهو القامة والجوانب غُصن وما مَرَت أَي دَرّت الجَنوبُ الفتح الريحُ اليمانية لبن لِقْحَة بالكسر : الناقة ذات اللبن مُزْن بالضم هو السحاب والإضافة فيه كلُجَيْن الماءِ : قال شيخنا : شبَّه الأغصان بالقدود والمُزْن باللّقاح من الإبل والجنوب بصاحب إبل يمريها ليستخرج دَرَّها وأورد ذلك على أكمل وجه من المجاز والاستعارة الكنائية والتخييلية والترشيح والمقابلة وغير ذلك مما يظهر بالتأمل استظلالاً بدَوْلَة أَي دخولاً تحت ظلّ دولة وفي الأصل استظلالاً بدوحة من رَفَع مَنارَها وعَلَمها فأعلى وأوضح منزلَتها بحيث لا تَخفى على أحدٍ وهو النبي صلّى الله عليه وسلّم ودلّ ضبطه بعضهم مبنيًّا للمفعول والصواب مبنياً للفاعل معطوف على الصلة أَي أرشد وهَدى على نَيْلِ شجرة الخلد أَي البقاء والدوام وهي أشجار الجنة ومُلْكٍ لا يَبْلى أَي سلطنة لا يلحقها بَلاءٌ ولا فناء والدَّالّ على ذلك هو النبي صلّى الله عليه وسلّم على جهة النُصْحِ للعباد وإرشادهم إلى ما ينفعهم يوم المعاد عند رب الأرباب نصحاً وشفقةً ورحمةً لهم كما أمره ربُّه سبحانه وتعالى . وفي الكلام اقتباسٌ أو تلميح وقد أخطأ في تفسيره كثيرٌ من المحشِّين والطلبة المدَّعين وكيف لا تكون هذه اللغة الشريفة بهذه الأوصاف المذكورة منسوبة إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم باقية ببقاء شريعته وكتابه وسنته والحال أنه صلّى الله عليه وسلّم هو المتكلّم بها بل أفصح من تكلم بها ولذلك قال الفصاحةُ وفي الأصل : كيف لا والنبوة أرَجٌ محرّكةً الطيبُ بغير ثنائه هكذا في سائر النسخ بالثاء والنون وفي الأصل بغير ثيابه جمع ثَوْب وهو الصواب لا يَعْبَقُ أَي لا يفوح ولا ينتشر وقد تقدم في المقدمة بيان أفصحيَّته صلّى الله عليه وسلّم وما وردَ فيه والسَّعادة صَبٌّ أَي عاشق مُتابع سِوى تُراب بابه لا يعشق ولا عنه يحيد فاللغة حازت الفصاحة والسعادة واكتسبت ببركته صلّى الله عليه وسلّم . وفي الفقرتين أنواعٌ من المجاز وفي المزهر : أخرج البيهقي في شُعَب الإيمان من طريق يونس بن محمد ين إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم دَجْنٍ " كيفَ تَروْنَ بَواسِقَها ؟ " قالوا : ما أحسنَها وأشدَّ تَراكُمها . قال : " كيفَ تَروْنَ قَواعدها ؟ " قالوا : ما أحسَنها وأشدَّ تَمكُّنها قال : " كيف ترون جَوْنَها ؟ " قالوا : ما أحسنه وأشدّ سوادَه : قال : " كيف ترون رَحاها استَدارَت " قالوا : ما أحسنها وأشدَّ استدارتها . قال : " كيف ترون بَرْقها أخفِيًّا أو وَميضاً أم يَشُقُّ شَقًّا " قالوا : بل يشقُّ شقًّا فقال : الحياء فقال رجل : يا رسول الله ما أفصَحَك ما رأينا الذي هو أعْرَبُ منك قال : " حقّ لي فإنما أُنزِل القرآنُ عَليّ بلسان عَربيٍّ مُبين " . ثمَّ إن المصنف لما ذكر أوصافه الشريفة النبوية اشتاق إلى رؤية الحضرة وتذكر تلك النضرة فأقبل بقلبه وقالبه عليها وجعلها كأنها حاضرة لديه وكأنه مخاطب له صلّى الله عليه وسلّم وهو بين يديه فقال : وفي الأصل قبل البيت بعد قوله لا يعشق ما نصه : وبواسطة من خُلِق أجود من الريح المرسلة نَجِد عَرْف الجِنان وحُبًّا لمن ألّف البوادي نَستروِح نَسيم الرَّنْدِ والبان ثمَّ