فاسْتَعْجَلُونا وكانُوا من صَحَابَتِنَا ... كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ وشاهدُ الفارِطِ للواحِدِ قولُ الشَّاعر : .
فأَثارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْواتُهَا كَتَرَاطُنِ الفُرْسِ والفَرْطُ بالفَتْحِ : الاسمُ من الإِفْراطِ وهو مُجاوَزَةُ الحَدِّ في الأَمر يُقال : إِيَّاكَ والفَرْطُ في الأَمرِ كما في الصّحاح والفَرْطُ : الغَلَبَةُ ومنه فَرْطُ الشَّهْوَةِ والحُزْنِ أَي غَلَبَتُهُما . والفَرْطُ : الجَبَلُ الصَّغيرُ جمعه فُرُطٌ عن كُراع . أَو الفَرْطُ : رأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها والَّذي في الصّحاح : الفُرُط أَي بضمَّتين : واحِدُ الأَفْراطِ وهي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ يُقالُ : البُومُ تَنُوحُ على الأَفْراطِ . عن أَبي نَصْرٍ قال وَعْلَة الجَرْمِيّ : .
أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ ... جَمُّ الصَّوَاهِلِ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ والَّذي في العُبَاب : الفُرُطُ . والفُرْطُ أَيْضاً : واحِدُ الأَفْراطِ وهي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ وأَنْشَدَ لحَسَّان بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عنه : .
ضَاقَ عَنَّا الشِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ ... ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ والرِّجَلْ قلتُ : وفَسَّره اليَزِيدِيُّ بسَفْحِ الجِبالِ قال : وجَمْعُه أَفْراطٌ كقُفْلٍ وأَقْفالٍ . وأَما قولُ ابنِ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانيِّ : .
إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وصاحَ من الأَفْراطِ هَامٌ جَوَاثِمُ فاخْتَلَفوا في هذا فقال بعضُهُم : أَرادَ به أَفْراطَ الصُّبْحِ لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّباحِ صَرَخَ . قلتُ : وأَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ : .
" إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واكْفَهَرَّتْ نُجُومُه ونَسَبَه للأَجْدَعِ الهَمْدَانيِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ عَجُزَه غير مَنْسوبٍ هكذا : .
" وصَاحَ على الأَفْراطِ بُومٌ جَوَاثِمُ ثمَّ قال الصَّاغَانِيّ : وقال آخَرون : الفَرْطُ : العَلَمُ المُسْتَقيمُ من أَعْلامِ الأَرْضِ يُهْتَدَى به ج : أَفْرُطٌ كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ وأَنْشَدَ الأَصْمِعِيّ : .
" والبُومُ يَبْكِي شَجْوَهُ في أَفْرُطِهْ وأَفْراطٌ أَيْضاً وتَقَدَّمَ شاهِدُه في قولِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ كما أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ عن أَبي نَصْرٍ . وهو في نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرابِيِّ لوَعْلَةَ أَيْضاً ونَصُّه : .
سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَل جَنَيْتُ لهم ... حَرْباً تُزَيِّلُ بَيْنَ الجِيرَة الخُلُطِ .
أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ ... يَغْشَى مَخَارِمَ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ وبما سَرَدْنا يَظْهَرُ لكَ ما في عِبارَةِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ فتأَمَّلْه . وفي الأَساسِ : ومن المَجازِ : بَدَتْ لنا أَفْراطُ المَفَازَةِ : وهي ما اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا . والفَرْطُ بالفَتْحِ : الحِينُ يُقالُ : لَقِيتُه في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ أَي الحِينِ بَعْدَ الحِينِ كما في الصّحاح . ويُقَال أَيْضاً : إِنَّما آتِيه الفَرْطَ أَي حيناً . وقِيل : الفَرْطُ : أَنْ تأْتِيَه في الأَيَّامِ مَرَّةً . وقال أَبو عُبَيْدٍ : الفَرْطُ : أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ بَعْرَ الأَيَّام يُقَال : إِنَّما أَلْقاهُ في الفَرْطِ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : الفَرْطُ : أَنْ يُقَال : آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْن والفَرْطُ : اليومُ بينَ اليومَيْنِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ : .
هَل النَّفْسُ إِلاَّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةٌ ... تُعَارُ فتَأْتِي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ