أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحاتٍ ... بهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ ويُرْوَى : عَلَى مَعَاصِمِ . وعَبَطَ فلانٌ : غابَ من الغَيْبَةِ لا من الغَيْبُوبَةِ عن ابن الأَعْرَابِيّ وهي العَبْطَةُ وهو مَجازٌ . وعَبَطَت الرِّيحُ وَجْهَ الأَرْضِ : قَشَرَتْه وهو مجازٌ أَيْضاً . وعَبَطَ الأَرْضَ : حَفَرَ منها موضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك وهو مَجازٌ أَيْضاً قالَ المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيِّ يَصِفُ حِمَاراً : .
ظَلَّ في أَعْلَى يَفَاعٍ جاذِلاً ... يَعْبِطُ الأَرْضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وعَبَطَ الكَذِبَ عليَّ : افْتَعَلَهُ وهو مَجازٌ أَيْضاً كاعْتَبَطَ في الكُلِّ يُقَالُ : اعْتَبَطَ البَعيرَ : نَحَرَهُ بلا عِلَّة وناقَةٌ عَبِيطَةٌ ومُعْتَبَطَةٌ قالَ رُؤْبَةُ : .
" عَلَيَّ أَنْمارٌ من اعْتِبَاطِي .
" كالحَيَّةِ المُجْتَابِ بالأَرْقَاطِ واعْتَبَطَ فُلانٌ : اغْتابَ . وعَلَيْه الكَذِبَ : افْتَعَلَهُ صُرَاحاً من غيرِ عُذْرٍ . واعْتَبَطَ الأَرْضَ : حَفَرَها قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ : .
إِذا سَنَابِكُها أَثَرْنَ مُغْتَبَطاً ... من التُّرابِ كَبَتْ فيها الأَعَاصِيرُ أرادَ التُّرابَ الَّذي أَثارَتْهُ كان ذلك في موضعٍ لم يَكُنْ فيه قبلُ . ومن المَجازِ : عَبَطَ فُلانٌ نَفْسَه وبنَفْسِه في الحَرْبِ : أَلْقاها فيها غيرَ مُكْرَهٍ . وعَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوَافِرِهِ : أَثَارَهُ كاعْتَبَطَهُ والتُّرابُ عَبِيطٌ . وعَبَطَ عَرَقَ الفَرَس إِذا أَجْراهُ حتَّى عَرِقَ وهو مَجازٌ قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يُخاطِبُ سَوّارَ بنَ أَوْفَى القُشَيْرِيَّ : .
مَزَحْتَ وأَطْرافُ الكَلاَلِيبِ تَلْتَقِي ... وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلاَ وعَبَطَ الضَّرْعَ : أَدْماهُ وهو مَجازٌ . ومنه الحَديثُ : " مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفارَهُم أَنْ يُوجِعُوا أَو يَعْبِطوا ضُرُوعَ الغَنَمِ " أَي لا يُشَدِّدوا الحَلْبَ فيَعْقِروها ويُدْمُوها بالعَصْرِ من العَبِيطِ وهو الدَّمُ الطَّرِيُّ أَو لا يَسْتَقْصُون حَلَبَهَا حتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ بعدَ اللَّبَنِ . والمُرادُ أَنْ لا يَعْبِطُوها . وعَبَطَ الشَّيءَ والثَّوْبَ يَعْبِطُه عَبْطاً : شَقَّهُ شَقًّا صَحيحاً فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ وجمعُ العَبِيطِ : عُبُطٌ بضَمَّتَيْنِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ : .
فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرْقَعُ وقد تقدَّمَ ذِكْرُه قالَ : يعني كشَقِّ الجُيُوبِ وأَطْرافِ الأَكمامِ والذُّيُولِ ؛ لأَنَّها تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ . كذا في النُّسَخِ وفي بعضِها : لا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِِ . وفي بعضِها : لا تُرْقَعُ إلاّ بعدَ العَبْطِ . قلتُ : ويُرْوَى : كنَوَافِذِ العُطُبِ . وهو القُطْن وأرادَ الثَّوْبَ من قُطْن . وقالَ أَبُو نَصْرٍ : لا أَعْرِفُ هذا كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ فعَبَطَ هو بنَفْسِه يَعْبِطُ من حدِّ ضَرَبَ أَي انْشَقَّ لازمٌ متعَدٍّ . قالَ القُطَامِيُّ : .
وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَا ومن المَجازِ : عَبَطَت الدَّواهي الرَّجُلَ إِذا نالَتْهُ وزادَ اللَّيْثُ : من غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لذلك . ويُقَالُ : ماتَ فُلانٌ عَبْطَةً بالفَتْحِ أَي شابًّا وقيل : شابًّا صَحيحاً . وفي الصّحاح : صَحِيحاً شابًّا وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ : .
مَنْ لا يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... للمَوْتِ كَأْسٌ فالمَرْءُ ذائِقُها ويُرْوَى : للمَوْتِ كأْسٌ والمَرْءُ وقد تقدَّمَ تَحْقِيقُه في ك و س وبَعْدَه : .
يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... في بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا