وَذِئَابُ الغَضَى شَجَرٌ يَأْوِي إليه الذِّئْبُ وهم بَنُو كَعْبِ بنِ مالكِ بنِ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ سُمُّوا بذلك لِخُبْثِهِمْ لأَنَّ ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئَابِ .
ومن المجاز ذَؤُبَ كَكَرُمَ وفَرِحَ يَذْأَبُ ذَآبَةً خَبُثَ وفي نسخة قَبُحَ وصَارَ كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهَاءً كَتَذَأَبَ عَلَى تَفَعَّلَ وفي بعض النسخ على تَفَاعَلَ .
وعن أَبي عمرو : الذِّئْبَانُ كسِرْحَانٍ الشَّعَرُ على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِهِ وقال الفراءُ : الذِّئْبَانُ : بَقِيَّةُ الوَبَرِ قال : وَهُوَ واحدٌ في لسان العرب : قال الشيخُ أَبو محمد ابنُ بَرِّيّ : لم يذكرِ الجوهَرِيُّ شاهداً على هذا قال : وَرَأَيْتُ على الحاشِيَة بيتاً شاهداً عليه لكُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَةً : .
عَسُوف بِأَجْوَازِ الفَلاَ حِمْيَرِيَّة ... مَرِيس بِذِئْبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا التَّلِيلُ : العُنُقُ والسَّبِيبُ : الشَّعَرُ الذي يكونُ مُتَدَلِّياً على وَجْهِ الفَرَس من ناصِيَتِه جَعَلَ الشَّعَرَ الذي على عَيْنَيِ النَّاقَةِ بمَنْزِلَة السَّبِيبِ .
والذِّئْبَانِ مُثَنًّى : كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَ العَوَائذِ والفَرْقَدَيْنِ وأَظْفَارُ الذِّئْبِ : كَوَاكِبُ صِغَارٌ قُدَّامَهُمَا والذُّؤَيْبَانِ مُصَغَّراً : مَاءَانِ لَهُمْ نَقَلَهُ الصاغانيّ .
وتَذَأَبَ لِلنَّاقَةِ وتَذَاءَبَ لَهَا أَيِ اسْتَخْفَى لَهَا مُتَشَبِّهاً بالذِّئْبِ لِيَعْطِفَهَا عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا هذا تعبيرُ أَبي عُبَيْد إلاَّ أَنَّهُ قال : مُتَشَبِّهاً بالسَّبُعِ بَدَلَ الذِّئْبِ وما اخْتَارَه المُصَنِّفُ أَوْلَى لِبَيَانِ الاشْتِقَاقِ .
ومن المجاز : تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ وتَذَأَّبَتْ : اخْتَلًَفَتْ وجَاءَتْ في ضَعْفٍ مِنْ هُنَا وهُنَا وتَذَاءَبَ الشيءَ : تَدَاوَلَهُ وأَصْلُه مِن الذِّئْبِ إذا حَذِرَ مِن وَجْهٍ جَاءَ من آخَرَ وعن أَبي عُبَيْد : المُتَذَئِّبَةُ والمُتَذَائِبَةُ بوزن مُتَفَعِّلَةٍ ومُتَفَاعِلَةٍ من الرِّيَاح : التي تجيءُ من هاهنا مَرَّةً ومن هاهنا مَرَّةً أُخِذَ من فعلِ الذِّئْبِ لأَنَّهُ يَأْتِي كذلك قال ذو الرمّة يَذْكُرُ ثوراً وَحْشِيًّا : .
فَبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذَاؤُبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه " خَرَجَ إليّ منكم جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ المُتَذَائِبُ : المُضْطَرِبُ من قَوْلِهِم : تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ : اضْطَرَب هُبُوبُهَا هذا وإنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ ومَنْ تَبِعَه كالبَيْضَاوِيِّ صَرَّحُوا أَنَّ الذِّئْبَ مُشْتَقٌّ مِنْ تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ إذا هَبَّت من كُلِّ جِهَةٍ لأَنَّ الذِّئْبَ يَأْتِي مِن كُلِّ جِهَةٍ قال شيخنا : وفي كَلاَمِ العَرَبِ ما يَشْهَدُ للقَوْلَيْنِ .
وغَرْبٌ ذَأْبٌ مُخْتَلَفٌ بِهِ قال أَبو عبيدة قال الأَصمعيُّ : وَلاَ أُرَاهُ أُخِذَ إلاَّ مِنْ تَذَاؤُبِ الرِّيحِ وهو اخْتِلاَفُهَا وقيلَ غَرْبٌ ذَأْبٌ : كَثِيرُ الحَرَكَةِ بالصُّعُودِ والنُّزُولِ .
والمَذْءُوبُ : الفَزِعُ وذُئِبَ الرَّجُلُ كَعُنِيَ : فَزِعَ من أَيِّ شيْءٍ كَانَ كَأَذْأَبَ قال الدُّبَيْرِيُّ : .
" إنِّي إذَا مَا لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبَا .
" فَسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وأَذْأَبَا وحَقِيقَتُه من الذِّئْبِ .
وذَئِبَ الرَّجُلُ كَفَرِحَ وكَرُمَ وعُنِيَ : فَزِعَ مِنَ الذِّئْبِ خَاصَّةً .
وذَأَبَ الشَّيْءَ كمَنَعَ : جَمَعَهُ .
وذَأَبَهُ : خَوَّفَهُ وذَأَبَتْهُ الجِنُّ : فَزَّعَتْه وذَأَبَتْهُ الرِّيحُ : أَتَتْهُ مِن كُلِّ جانبٍ .
وذَأَبَ : فَعَلَ فِعْلَ الذِّئْبِ إذا حَذِرَ مِنْ وَجْهٍ جَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ويقالُ للذي أَفْزَعَتْهُ الجِنُّ تَذَأَبَتْهُ وتَذَعَّبَتْهُ .
وذَأَبَ البَعِيرَ يَذْأَبُهُ ذَأْباً : سَاقَهُ وذَأَبَهُ ذَأْباً : حَقَرَهُ وطَرَدَهُ وذَأَمَهُ ذَأْماً وقيلَ : ذَأَبَ الرجُلَ : طَرَدَه وضَرَبَه كَذَأَمَهُ حكاه اللِّحيانيّ .
وذَأَبَ القَتَبَ والرَّحْلَ : صَنَعَهُ وذَأَبَ الغُلاَمَ : عَمِلَ له ذُؤَابَةً كأَذْأَبَه وذَأَّبَهُ وذَأَبَ في السَّيْرِ وأَذْأَبَ : أَسْرَعَ