لَنا مَسَائِحُ زُورٌ في مَرَاكِضِها ... لِينٌ ولَيْسَ بهَا وَهْيٌ ولا رَقَقُ يُرْوَى قولُ الشّاعِرِ : .
ومِرْكَضَةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها ... يُهَانُ لها الغُلاَمَةُ والغُلامُ بكَسْر الميم وهو نَعْتُ " الفَرَس " أَنّها رَكَّاضَةٌ " تَرْكُضُ الأَرْضَ بقَوَائمها " إِذا عَدَتْ وأَحْضَرَتْ وهوَ مَجَاز . قُلتُ : والبَيْتُ لأَوْس بن غلْفاءَ التَّمِيميّ كما قاله ابن بَرِّيّ . قال الصّاغَانيّ : ويُرْوَى : ومُرْكِضَةٌ كمُحْسِنَة . من المَجَاز : " أَرْكَضَت المَرْأَةُ : عَظُمَ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا " وتَحَرَّكَ هكذا في سائر الأُصُول . ونَصُّ الصّحاح : أَرْكَضَت الفَرَسُ وكذلك نَصُّ العُبَاب . وفي اللّسَان : أَرْكَضَت الفَرَسُ : تَحرَّكَ وَلدُهَا في بَطْنهَا وعَظُمَ . زَادَ الصَّاغَانيّ : ومنه فَرَسٌ مُرْكِضَةٌ قُلتُ : وبه رُوِيَ قَولُ أَوْسِ بن غَلْفَاءَ السَّابق . قلتُ : وكذلكَ نَصَّ أَبُو عُبَيْدٍ : أَرْكَضَت الفَرَسُ فهي مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضْطَرَب جَنِينُهَا في بَطْنهَا وأَنشد قَوْلَ أَوْسٍ السَّابقَ فقَوْلُ المُصَنِّف : المَرْأَة وَهَمٌ . من المَجَاز : " ارْتَكَضَ " فُلانٌ في أَمرِه : " اضْطَرَبَ " . ومنه قَولُ بَعْض الخُطَبَاءِ : انتَفَضَتْ مِرَّتُه وارْتَكَضَتْ جِرَّتُه . وكَذَا ارْتَكَضَ الوَلَدُ في البَطْن : اضْطَرَبَ . وارْتَكَضَ الماءُ في البِئْر : اضْطَرَبَ . وكُلُّ ذلك مَجازٌ . ومنه أَيْضاً : ارْتَكَضَ فُلانٌ في أَمْره : تَقَلَّبَ فيه وحَاوَلَه . وهو في مَعْنَى الاضْطرابِ . منه أَيْضاً " مُرْتَكَضُ المَاءِ : مَوْضِعُ مَجَمِّه " كما في الصّحاح والأَسَاس . " ورَاكَضَهُ : أَعْدَى كُلٌّ منْهُمَا فَرَسَهُ . كما في الصَّحاح والعُبَاب والأَسَاس . " وتَرْكَضَاءُ وتَرْكِضَاءُ " بالفَتْح والكَسْر مَمْدُودانِ هكذَا في النُّسخ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ : التَّرْكَضَى والتِّرْكِضَاءُ إِذَا فَتَحْتَ التّاءَ والكَافَ قَصَرْتَ وإِذا كَسَرْتَهُمَا مَدَدْت هكذا " مَثَّلَ بهمَا النُّحَاةُ " في كُتُبهم " ولم يُفَسَّرَا وعنْدي أَنَّهُما الرَّكْضُ " . قال شَيْخُنا : هو من القُصُور العَجيب فقد فَسَّرَهُمَا أَبُو حَيّانَ في شَرْح التَّسهيل فقال : قالوا : يَمْشِي التِّرْكِضَاءَ اسمٌ لِمشْيَةٍ فيها تَبَخْتُرٌ وصَرَّح بأَنَّ التَّاءَ زائدَةٌ وقَولُه : " عنْدي " غَيْرُ عنْدٍ انْتَهَى . قُلْتُ : وفي اللّسَان : هو ضَرْبٌ من المَشْي عَلَى شَكْلِ تلْكَ الْمِشْيَةِ . وقيلَ : مِشْيَةُ التَّرْكَضَى : مِشْيَةٌ فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُرٌ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : المَرْكَضَانِ : مَوْضِعُ عَقِبَيِ الفَارسِ من مَعَدَّيِ الدَّابَّةِ . وفَرَسٌ مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ : اضْطَرَب جَنِينُهَا في بَطْنهَا عن أَبي عُبَيْد . وفَرَسٌ رَكَّاضَةٌ : مُحْضِرَةٌ . ويقال : رَكَضَه البَعِيرُ برِجْلِه إِذَا ضَرَبَه ولا يُقَالُ رَمَحَه كما نقلَه الجَوْهَريّ عن ابن السِّكِّيت وكذلك نَقَله الأَزْهَريُّ وابنُ سِيدَه . ورَكَضَ الأَرضَ والثَّوْبَ : ضَرَبَهما برِجْله . والرَّكْضُ : مَشْيُ الإِنْسَانِ برِجْلَيْهِ مَعاً . والمَرْأَةُ تَرْكُضُ ذُيُولَهَا وخَلْخَالَهَا برِجْلَيْهَا إِذا مَشَت وهو مَجاز قال النَّابغَة : .
والرَّاكِضَاتُ ذُيُولَ الرِّيْطِ فَنَّقَهَا ... بَرْدُ الهَوَاجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرَدِ وخَرَجُوا يَتَرَاكَضُونَ . وتَرَاكَضُوا إِلَيْهم خَيْلَهُم حَتَّى أَدْرَكُوهم . وارْتَكَضُوا في الحَلْبَةِ . وأَتَيْتُه رَكْضاً . حَكَاه سِيبَوَيْه وهو مَجاز . وعن أَبي الدُّقَيْشِ : تَزَوَّجْتُ جَارِيَةً فلم يَكُ عنْدي شَيْءٌ فرَكَضَت برِجْلَيْهَا في صَدْرِي وقَالت : يا شَيْخُ ما أَرجُو بك ؟ وهو مَجَاز . ورَكَضَت النُّجُومُ في السَّمَاءِ : سَارَت وهو مَجَاز ومِنْ ذلكَ بِتُّ أَرْعَى النُّجُومَ وهي رَوَاكِضُ . ورَكَضَت القَوْسُ السَّهْمَ : حَفَزَتْه ومنه قَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضَةٌ أَي سَرِيعَةُ السَّهْمِ وقيلَ : شَديدَةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً . قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر : .
شَرِقَاتٍ بالسّمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ ... ورَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا