إلى آخِرِه ومِنْ وَلِدِه أَبو إِسْمَاعيلَ إِبراهِيمُ بنُ أَحمدَ نقيبُ الأَشراف بمِصْرَ في أَيَّام العَزِيز تُوُفِّي بها سنة 365 ، وولداه الحسينُ وعليٌّ تَوَلَّيَا النِّقَابَةَ بَعْدَ أَبيهما وقد أَوْرَدْتُ نَسَبَهم وأَنْسَابَ بَنِي عَمِّهم مَبْسوطاً في المُشَجِّرَات . والرَّسِيسُ كأَمِيرٍ : الشَّيْءُ الثَّابِتُ الذِي لَزِمَ مَكَانَه وقال أَبو عَمْرو : الرَّسِيسُ : العَاقِلُ الفَطِنُ كلاهما عن أَبي عَمْرو . وقال أَبو زَيْد : أَتانا مِنْ خَبَر ورَسِيسٌ مِنْ خَبَرٍ وهو الخَبَرُ الذِي لم يَصِحَّ . والرَّسِيسُ : ابْتِداءُ الحُبِّ وقيل : بَقِيَّتُه وآخِره . وقال أَبو مالِكٍ : رَسِيسُ الهَوَى أَصْلُه . وأَنْشَد لِذِي الرُّمَّةِ : .
" إِذَا غَيَّرَ النَّأْيُ المحِبِّينَ لَمْ أَجِدْرَسِيسَ الْهَوَى مِنْ حبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ وكذلِك رَسِيسُ الحُمَّى حِينَ تَبْدَأُ كالرَّسِّ ولا يَخْفَى أَنَّ هذا قَدْ تَقَدَّم في أَوَّلِ المادَّةِ فإِعَادَتُه هنا ثَانِياً تَكْرَارٌ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الرَّسَّةُ بالفَتْحِ : السَّارِيَةُ المحْكَمَةُ . والرُّسَّةُ بالضَّمِّ : القَلَنْسُوَةُ وأَنْشَدَ : .
أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ ثِرْعَامَهْ ... ورُسَّةٌ يُدْخِلُ فيها هَامَهْ كالأَرْسُوسَةِ بالضَّمِّ أَيْضاً وهذِه عن ابنِ عَبَّادٍ . والرُّسَّي كالْحُمَّى : الهَضْبَةُ لارْتِساسِهَا . و الرماحس بن والرُّسَارِسِ بالضَّمِّ فيهما في جُمْهُور نَسَبِ كِنَانَةَ . والرُّسَارِسُ : هو ابنُ السَّكْرَانِ بنِ وَافِدِ بنِ وُهَيْبِ بنِ هَاجِرِ بنِ عُرَيْنَةَ بنِ وَائِلَةَ بنِ الفاكِهِ بنِ عَمْرِو ابنِ الحارِث بنِ مالك بن كِنَانَةَ . وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِي عبدَ الرَّحْمنِ بنَ الرُّماحِسِ هذا وساق نسبَهَ هكذا . ورَسْرَسَ البَعِيرُ لغةٌ في رَصْرَصَ وذلِك إِذا ثَبَّتَ رُكْبَته وتَمَكَّنَ للنُّهُوضِ ويُقال : رَسَّسَ ورَصَّصَ .
والتَّرَاسُّ : التَّسَارُّ وهُمْ يَتَرَاسُّون الخَبَرَ ويَتَرَهْمَسُونَه أَي يَتَسارُّونَه . ورَسَّ له الخَبَرَ في النّاسِ إِذا جَرَى وفَشَا فيهم .
والمُرَاسَّةُ المُفاتَحَةُ ومِنْهُ حديثُ ابنِ الأَكْوَع : إِنَّ المُشْرِكِين رَاسُّونَا الصُّلْحَ وابْتدَءُونا في ذلكِ أَي فاتحُونَأ . ويُرْوَى : وَاسُونَا بالواو أَي اتفقوا معنا عليه والواو فيه بدل من همزة الأُسْوَة .
ومما يُسْتَدرَكُ عَلَيْه : رَسَّ الهَوَى في قلْبِه والسَّقُم في جِسْمِه رَسّاً ورَسِيساً وأَرَسَّ : دَخَلَ وثَبَتَ .
ورَسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه : بَقِيَّتُه وأَثَرُه .
ورَسَّ الحَدِيثَ في نَفْسِه يَرُسُّه رَسّاً : حَدَّثَها بِه .
وبَلَغَنِي رَسٌّ مِن خَبَرٍ أَي طَرَفٌ منه أَو شيءٌ منه أَو أَوَّلُه . ورَسَّ له الخَبَر : ذَكَرَه له قال أَبو طالِبٍ : .
" هُمَا أَشْرَكَا فِي المَجْدِ مَنْ لاَ أَبَالَهُمِنَ النَّاسِ إِلاَّ أَنْ يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ أَي إِلاَّ أَنْ يُذْكَر ذِكْراً خَفِيّاً ورِيحٌ رَسِيسٌ : لَيِّيَةُ الهُبُوبِ رُخَاءٌ : قالَه أَبو عَمْرٍو وأَنْشَدَ : .
كَأَنَّ خُزَامَى عَالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا ... شَمَالٌ رَسِيسُ المَسِّ بَلْ هِيَ أَطْيَبُ وقال المازِنِيُّ : الرَّسُّ : العَلاَمَةُ . وأَرْسَسْتُ الشَّيْءَ : جَعلتُ له عَلامةً . ورَسَّ الشَّيْءَ : نَسِيَه لِتَقادُمِ عَهْدِه . قال : .
" يَا خَيْرَ مَنْ زَانَ سُرُوجَ الْمَيْسِ .
" قَدْ رُسَّتِ الحَاجَاتُ عِنْدَ قَيْسِ .
" إِذْ لاَ يَزَالُ مُولَعاً بِلَيْسِ والرَّسُّ : المَعْدِنُ والجَمْعُ الرِّسَاسُ . والرَّسُّ والرُّسَيْس كزُبَيْرٍ : وَادِيانِ بِنَجْدٍ أَو مَوْضِعانِ وقيل : هما ماءَانِ في بِلادِ العَرَبِ مَعْروفانِ . قلتُ : الرَّسُّ : لِبَنِي أَعْيَا بنِ طَرِيف والرُّسَيْس لِبَنِي كاهِلٍ . وقال زُهَيْرٌ : .
" لِمَنْ طَلَلٌ كَالُوَحْي عَفٌّ مَنَازِلُهْعَفَا الرَّسُّ مِنْهَا فَالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُهْ وفي الصّحاح : والرَّسُّ : اسمُ وادٍ في قول زُهَيْر : .
" بَكَرْنَ بَكُوراً وَاسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍفَهُنَّ لِوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ