وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأَحْمَدْتَ أَنْ أَلْحَقْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً ... لَهَا غِدَرَاتٌ واللَّوَاحِقُ تَلْحَقُ انْتَهَى . وقال أَبو مَنْصُورٍ : واحِدَة الغِدَرِ غِدْرَةٌ وتُجْمَع غِدَراً وغِدَرَاتٍ . ورَوَى بيتَ الأَعْشَى . ففي كلام المُصَنّف نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ . والغُدَرُ كصُرَدٍ القِطْعَةُ من الماءِ يُغادِرُهَا السَّيْلُ أَي يَتْرُكها ويُبْقِيهَا كالغَدِير هكذا في سائر الأُصول المُصَحَّحة . ولم أضجِدْ أَحَداً من الأَئمةِ ذَكَرَ الغُدَرَ بمعنَى الغَدِيرِ مع كَثْرَة مُرَاجَعَة الأُمّهاتِ اللُّغَوِيّة . ولم أَزَلْ أُجِيلُ قِدَاحَ النَّظَر في عِبَارَة المصنِّف ومَأْخَذها حَتّى فَتَحَ الله وَجْهَ الصَّواب فيها . وهُوَ أَنّا قَدَّمْنَا آنِفاً النَّقْلَ عن ابنِ السِكّيتِ وعن أَبي مَنْصُورٍ فجاءَ المُصَنّف أَخَذَ من عِبَارَتَيْهِما بطَرِيق المَزْجِ على عادَته فأَخَلَّ بالمَقْصُود ولم يَدُلّ على المُرَادِ عَلَى الوَجْه المَعْهُود . فالصَّوابُ في عِبَارَته أَن يَقُول : والغُدْرَة بالضَّمّ وكَعِنَبٍ : ما أُغْدِرَ من شئٍ كالغُدَارَةِ بالضَّمّ والغَدَرَةِ والغَدَرِ - مُحَرَّكَتَيْن - جمعُه غِدَرَات كعِنَبَاتٍ وبالضّمّ وكصُرَدٍ فيكونُ الجَمْعَانِ الأَخِيرَانِ للغُدْرَة بالضّمّ أَو الاقْتِصارُ على الجَمْع الأَوّل كما اقْتَصَرَ غيرُهُ ثم يقول : والغَدِيرُ : القِطْعَة من الماءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ . هذا هو الصَّواب الذي تَقْتَضِيه نُقُول الأَئمة في هذا المَقَامِ . ومَن راجَعَ التَّكْمِلَةَ واللّسَانَ زالَ عنه الإِبْهام والله أَعلم . ثم قولُه ج كصُرَدٍ وتُمْرانٍ يَدُلّ على ما صوّبْناهُ ويُبَيِّنُ ما أَوْرَدْنَاه فإِنَّ الغَدِيَر جَمْعُه غُدْرَانٌ وغُدَرٌ كما ذَكَرَه على المَشهور صَحِيحٌ ثابِتٌ . فيُقَال : ما جَمْعُ غُدَرٍ كصُرَدٍ الذي أَوْرَدَه مُفْرَداً فيحتاج أَن يقولَ غِدْرانٌ بالكسر كصِرْدانٍ أَو يَقُولُ إِنّهُ يُسْتَعْمَل هكذا مُفْرَداً وجَمْعاً . وكُلّ ذلك لم يَصِحّ ولَمْ يَثْبُت فتأَمَّلْ . ثم ثَبَتَ في الأُصول المُصَحَّحَةِ من النِّهَايَة واللّسَان أَنَّ جَمْعَ الغَدِير غُدُرٌ بضمَّتَيْن كطَريق وطُرُق وسَبِيلٍ وسُبُل ونَجِيب ونُجُب وهو القِياسُ فيه وقد يُخَفَّف أَيضاً بالتَّسْكِين . ففي قولِ المُصَنّف كصُرَدٍ نَظَرٌ أَيضاً فَتَأَمَّلْ . وقولُه في مَعْنَى الغَدير : القِطْعَةُ من الماءِ يُغَادِرها السَّيْلُ قال ابنُ سِيدَه : هو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ فهُوَ إِذاً فَعِيلٌ في معنَى مَفْعُولٍ على اطِّراح الزائد . وقد قِيلَ : إِنّه من الغَدْرِ لأَنّه يَخُون وُرّادَه فيَنْضُب عَنْهُم ويَغْدِرُ بأَهْلِه فَينْقَطِع عند شِدَّة الحاجَة إِلَيْه . ويُقوِّي ذلك قولُ الكُميت : .
ومِنْ غَدْرِه نَبَزَ الأَوَّلُونَ ... بأَنْ لَقَّبُوه الغَدِيرَ الغَدِيرَا