وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما ألطفَ ما قالَ حَمدونُ القصارُ : شُكرُ النعمة أن ترى نفسك فيها طُفَيْلياًّ . ويقرُبُه قولُ الجُنَيْدِ : الشُّكْرُ أنْ لا ترى نفسك أهلاً للنعمةِ . وقال أبو عثمان : الشُّكرُ معرفةُ العَجْزِ عن الشُّكْرِ وقيل : هو إضافةُ النعمِ إلى مَولاها . وقال رُوَيْمٌ : الشُّكْرُ : اسْتِفْراغُ الطاقةِ يعني في الخدمةِ . وقال الشبليّ : الشُّكْرُ رُؤيةُ المُنعمِ لا رؤيةُ النِّعْمَة ومعناه أن لايَحجبه رؤيةُ النِّعْمةِ ومُشاهدتها عن رؤيةِ المُنعمِ بها والكمالَ أن يَشهدَ النعمةَ والمُنعمَ لأنّ شُكْره بحسبِ شُهوده للنعمة وكُلما كان أتمَّ كان الشُّكْرُ أكملَ واللهُ يُحبُّ من عَبدهَِ أن يَشهدَ نِعمه ويعترفَ بها ويُثنىَ عليه بها ويُحبه عليها لا أَنْ يَفْنَى عنها ويَغيبَ عن شُهودها . وقيل : الشُّكْرُ قيدُ النِّعَمِ المَوجودةِ وصيدُ النعمِ المَفقودةِ . ثم قال : وتكلم الناسُ في الفرقِ بين الحمدِ والشكرِ أيهما أفضلُ ؟ وفي حديث " الحمدُ رأسُ الشُّكْرِ فمن لم يََحْدِ اللهَ لم يَشْكره " والفرقُبينهما أن الشُّكْرَ أعمُّ من جِهةِ أنواعه وأسبتبه وأخصُّ من جِهةُ مُتعلقاته والحمدُ أعمُّ من جِهةِ المُتعلّقات وأخصُّ من جِهةِ الأسبابِ ومعنى هذا أنَّ الشُّكْرَ يكونُ بالقلبِ خُضُوعاً واستكانةً وباللسانِ ثناءً واعترافاً وبالجوارحِ طاعةً وانقياداً ومُتعلقةُ المُنْعمُ دونَ الأوصافِ ذاتية فلا يقال : شَكرنا اللهَ على حَياته وسَمعهِ وبصرهِ وعِلمهِ وهو المَحمودُ بها كما هو مَحمودٌ على إحسانه وعدله والشُّكْرُ يكون على الإحسانِ والنعمِ فكلُّ ما يتعلقُ به الشُّكْرُ يَتعلقُ به الحمدُ من غيرِ عكسٍ وكُلُّ ما يقعُ به الحمدُ يقع به الشُّكْرُ من غير عكس فإنّ الشُّكْرَ يَقعُ بالجوارحِ والحمدَ باللسان .
الشُّكْرُ من اللهِ المُجازاةُ والثناءُ الجميلُ . يقال : شَكرهَ شكرَ لهُ يَشكرهُ شُكراً بالضمّ وشُكُوراً كقُعُودٍ وشُكراناً كعُثمان حكى اللحيانيّ : شَكرْتُ اللهَ وشكرتُ للهِ وشَكرتُ بِاللهِ كذلك شَكرتُ نِعمةَ اللهِ شَكَرتُ بها وفي البصائرِ للمصنف : والشُّكْرُ : الثناءُ على المُحسنِ بما أولاَكه من المعروفِ يقال : شكرته وشكرتُ له وباللامِ أفصحُ . قال تعالى " واشكروا لي " وقال جلّ ذِكره " أن اشكرْ لي ولوالدتكَ " وقوله تعالى " لا نريدُ مِنكم جزاءً ولا شُكُوراً " يحتمل أن يكون مَصدراً مثل قعدَ قُعُوداً ويحتمل أن يكونَ جَمعاً مثْل بُردٍ وبُرُودٍ . وتشكرَ له بلاءَه كشكَرهُ وتشَكَّرْتُ له مثل شَكَرتُ له وفي حديثِ يَعقوبَ عليه السلامُ " أنه كان لا يأكلُ شُحومَ الإبلِ تَشَكُّراً للهِ Dَّ " . أنشد أبو عليٍّ : .
وإني لآتيكمْ تَشَكرَ ما مضى ... من الأمرِ واستجابَ ما كان في الغَدِ والشَّكُور كصبورٍ : الكثيرُ الشُّكْرِ والجمعُ شُكرٌ وفي التنزيلِ " إنه كانَ عَبداً شَكوراً " وهو من أبنيةِ المبالغة وهو الذي يَجتهدُ في شُكرِ ربه بطاعته وأدائهِ ما وظَّفَ عليه من عِبادَته . وأما الشَّكُورُ في صفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ فمعناه أنه يزْكُو عنده القليلُ من أعمالِ العِبادِ فيُضَاعفُ لهم الجزاءَ وشُكْرُه لِعبادهِ مَغفرتهُ لهم . وقال شيخنا : الشَّكُورُ في أسمائه هو مُعطي الثوابِ الجَزِيلِ بالعملِ القليلِ لا سِتحالة حقيقيتهِ فيه تعالى أو الشُّكرُ في حقه تعالى بمعنى الرضا والإثابةُ لازمةٌ للرضا فهو مَجازٌ في الرضا ثم تُجُوزَ به إلى الإثابةِ . وقولهم : شَكرَ اللهُ سَعيه بمعنى أثابهُ . من المَجازك الشَّكُورُ : الدابةُ يَكيفيها العَلفُ القَليلُ . وقيل : هي التي تسمنُ على قلةِ العَلفِ كأنها تشكرُ وإنْ كانَ ذلك الإحسانُ قَليلاً وشُكْرُها ظُهورُ نمائِها وظُهُورُ العَلفِ فيها قال الأعشى : .
ولا بُدَّ من غَزْوةٍ في الربيعِ ... حَجُونٍ تُكلُّ الوقاحَ الشّكُوراَ