وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ مادّتها موضوعة للتَّغْطيِة والمُخَالَطَةِ في سِتْرٍ كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَيِقَتها فقِيل هي منْ عَصِيرِ العِنَب خَاصَّةً وهو مَذْهَب أَبِي حَنِفَة رَحِمه اللهُ تَعَالى والكُوفِيَّين مُرَاعَاةً لفِقْه اللَّغَة : أَو عَامٌّ أَي ما أُسْكَرَ من عَصِيرِ كُلِّ شَيْءِ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوبة العَقْل وهو الذِي اختَاره الجَمَاهِير . وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد تكون الخَمْر من الحُبُوب . قال ابن سِيدَه وأَظُنُّه تَسمٌّحاً مِنْه لأَنَّ حَقِيقَة الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائر لأَشْياءِ كالخَمْرَة بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ مْنَها كما في المِصْبَاح وغَيْره فَهِيَ أَخَصُّ الأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث يقال : خَمْرةٌ صِرْف وقد يُذَكَّر وأَنْكر الأَصْمَعِيّ والعُمُومُ أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ أَصَحُّ على ما هو عِنْد الجُمْهُور لأَنَّهَا أَي الخَمْر حُرِّمَت وَمَا بالمِدينة المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها خَمْرُ عِنبِ بل وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ من البُسْر والتَّمْر والبَلَح والرُّطَب كما في الأَحادِيث الصِّحاح التي أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر " حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ " وفي حدِيثُ أَنَسٍ " وما شَرابُهم يَوْمَئذٍ إِلاَّ الفَضِيحُ والبُسْرُ والتَّمْرُ " أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هذِه الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : ولا ستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر فتَأَمَّل . قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانّي وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود لَيْس هذا مَحَلّه . واختُلِف في وَجْه تَسْمَيتِه فقيل لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ومَالَ إِلَيْهكَثِيرُون واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين . قُلتُ : الذي رُويَ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عنه : " الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ " . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ . والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغَيرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها فلو اقْتَصَر المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى أَو قَدَّم اخْتَمَرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه وهو ظَاهِرٌ أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ أَي تُخَالِطُهُ وهو الَّذِي رُوِيَ في الحدِيث عن سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ونَصُّه : " الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ " . وهو في البُخَارِيّ ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة وأَوردَه المُصَنِّفُ في البَصَائِر .
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر : ما أَسْكَرِ من عَصِير العِنَب لأَنَّهَا خامَرَت العَقْلَ ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة . وفي المِصْبَاح : الخَمْرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ العَقْلَ . واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت . العَرَب تُسَمِّي العِنَب خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذلِك لكَوْنِهَا مِنْه حَكَاها أَبُو حَنِفَة . قال : وهي لُغَة يَمَانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : " إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً " . إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه فَكأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي : .
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْق ... شِواءَ الطَّيْرِ والعَنِبَ الحَقِينَا . يُرِيدُ الخَمْر . وقال ابنُ عَرَفَة : " أَعْصِر خَمْراً " أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ به الخَمْرُ فلِذلِك قال : أَعْصِر خَمْراً