أي دَمُ القَتِيلِ في ثَوْبِهَا كالمِئْزَر والمِئْزَرِة الأخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيّ وفي حديث الاعتكاف : كان إذا دَخَلَ العَشْرُ الأوَاخِرُ أيقظَ أهلَه وشَدَّ المِئْزَرَ كَنَى بِشَدِّه عن اعتزال النِّساءِ وقيل : أرادَ تَشْمِيرَه للعبادة يقال : شَدَدْتُ لهذا الأمْرِ مِئزَرِي أي تشمَّرتُ له والإزْرِ والإزَارِة بكَسْرِهما كما قالُوا : وِسَادٌ ووِسادَة قال الأعشى : .
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ ... فُلُ في البَقِيرَةِ والإزارَهْ . وقد ائْتَزَر به وتَأَزَّرَ به : لَبِسَه ولا تَقُل اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ بإِدغامِ الهمزةِ في التَّاء ومنهم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه والأصلُ ائْتَمنتُه في الحديث : كان يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وهي مُؤْتَزِرةٌ في حالة الحَيْض أي مَشْدُودَةُ الإزارِ قال ابنُ الأثِير : وقد جاءَ في بعضِ الأحاديثِ أي الرِّواياتِ كما هو نَصُّ النِّهايَة : وهي مُتَّزِرَةٌ ولَعلَّه من تَحْريفِ الرُّوَاة قال شيخُنَا : وهو رَجاءٌ باطلٌ بل هو واردٌ في الرِّواية الصحيحةِ صَحَّحها الكِرْمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ وأثبته الصّاغانيّ في مَجْمَعِ البَحْرِينِ في الجَمْع بين أحادِيثِ الصَّحِيحَيْن .
قلتُ : والذي في النِّهَايَة أنه خطأٌ لأن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاء . وقال المطرّزيّ : إنها لغةٌ عاميَّةٌ نعمْ ذَكَر الصّغانيّ في التَّكْمِلَة : ويجوزُ أن تقولَ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ أيضاً فيمَن يُدْغِمُ الهمزةَ في التّاءِ كما يقال : اتَّمَنُته والأصلُ ائْتَمنتُه . وقد تقدَّم في أخَذَ هذا البحثُ فراجِعْه .
" ج آزِرَةٌ " مثل حِمارٍ وأحْمِرَةٍ أُزُرٌ مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ حجازيَّة وهما جَمعان للقلَّة والكَثرة وأُزْرٌ بضمٍّ فسكونٍ تميميّة على ما يُقاربُ الاطِّراد في هذا النَّحْو . قال شيخُنا : هو تخفيفٌ مِن أُزُر بضَمَّتَين . قيل : الإزارُ : كلُّ ما وَارَاكَ وسَتَرَكَ عن ثَعلب وحُكِىَ عن ابنُ الأعْرَابيِّ : رأيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي في داره عُرْياناً فقلتُ له : عُرْياناً ؟ فقال : دارِي إزارِي . مِن المَجاز : الإزارُ : العَفَافُ قال عَدِيُّ بنُ زيد : .
أجْلِ أنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ ... فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً بإزارِ . قال أبو عُبَيْد : فلانٌ عفِيفُ المِئْزَرِ وعَفِيفُ الإزارِ إذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عليه من النِّساءِ . ومن سَجَعَاتِ الأساس : هو عفيفُ الإزار خَفِيفُ الأوْزار .
ويُكْنَى بالإزار عن النَّفْس والمرأَة ومنه قولُ أبي المِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأكبر الأشْجَعِيَّ كَتَب إلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : .
ألا أبْلِغْ أبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدىً لكَ مِن أخِي ثِقَةٍ إزارِي . في الصّحاح : قال أبو عَمْروٍ الجَرْمِيّ : يُرِيدُ بالإزار ها هنا المرأةَ وقيل : المرادُ به أهْلِي ونَفْسِي وقال أبو عليٍّ الفارسيُّ : إنه كنايةٌ عن الأهْل في موضع نَصْبٍ على الإغراءِ أي احْفَظْ إزارِي وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كنايةً عن النَّفْس أي فِدىً لك نَفْسِي وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض . في حديث بَيْعَة العَقَبَة : " لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نمنَعُ منه أُزُرَنا " أي نسَاءَنَا وأهلَنَا كَنَى عنهُنّ بالأُزُرِ وقيل : أراد أنفسنا وفي المُحْكَم : والإزار : المرأَةُ على التَّشْبِيه أنشدَ الفارسيُّ : .
" كانَ منْها بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ . من المَجاز : الإزارُ : النَعْجَةُ وتُدْعَى للحلْبِ فَيُقَال : إزارْ إزارْ مبنيّاً على السكون والذي في الأساس : وشَاةٌ مُؤَزَّرةٌ كأنَّمَا أُزِّرَتْ بسَوادٍ ويقال لها : إزار . المُؤازَرَةُ بالهَمْز : المُسَاواةُ وفي بعض النُّسَخ : المُوَاساة والأوّلُ الصحيحُ ويَشْهَدُ للثاني حديثُ أبي بكر يومَ السَّقِيفة للأنصار : " لقد نصرْتُم وآزَرْتُم وآسَيْتُم " والمُحَاذاةُ وقد آزَرَ الشيءُ الشيءَ : ساواه وحاذاه قال امْرُؤُ القَيْسِ : .
بمِحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا ... مجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ