وكانوا يسمُّونه حَكيمَ الشعراءِ والذي قرأْتُ في شرحِ الواحدي نقلاً عن ابن جنِّي إنَّما لُقِّب بقوله : .
أَنا في أُمَّةٍ تَدَارَكَها اللهُ ... غَريبٌ كصالِحٍ في ثَمودِ ونَبَأَ كمَنع ونُبوءاً : ارتفع قال الفرَّاء : النَّبيُّ هو من أَنبَأَ عن الله فتُرِك همزُه قال : وإن أُخِذَت من النُّبُوَّة والنَّباوَة وهي الارتفاع عن الأرض أَي أنَّه أشرف على سائر الخَلْق فأَصله غير الهمز . ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبوءاً : هجَم وطَلَعَ وكذلك نَبَهَ ونَبَعَ كلاهما على البدل ونَبَأْتُ على القوم نَبْأً إذا اطَّلعت عليهم ويقال : نَبَأَ من أَرضٍ إلى أَرضٍ أُخرى أَي خرج منها إليها . والنَّابِئُ : الثورُ الَّذي يَنْبَأُ من أَرضٍ إلى أَرض أَي يخرُج قال عَدِيٌّ بنُ زيد يصِفُ فَرَساً : .
وله النَّعْجَةُ المَرِيُّ تُجاهَ الرّ ... كْبِ عِدْلاً بالنَّابِئُ المِخْراقِ أَراد بالنَّابئِ ثَوْراً خَرَج من بلدٍ إلى بلد يقال نبأ وطرأ وشط إذا خرج من بلد إلى بلد وسَيْلٌ نابِئٌ : جاءَ من بلدٍ آخرَ ورجلٌ نابِئٌ أَي طارِئٌ من حيث لا يُدْرى كذا في الأَساس قال الأَخطل : .
أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عنِّي القَذَى ... فليسَ القَذَى بالعُودِ يسقُطُ في الخَمْرِ .
وليسَ قَذاها بالَّذي قدْ يَريبُها ... ولا بذُبابٍ نَزْغُهُ أَيْسَرُ الأَمْرِ .
ولكنْ قَذاها كلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ ... أَتَتْنا به الأَقْدارُ من حيثُ لا نَدْري