وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأَشُدٌّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ قال الله تعالى : " حتَّى إذا بَلغَ أَشُدَّهُ " وقال الأَزهري : الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى على ثلاثة معانٍ يقرب اختلافُها : فأما قوله في قصة يوسفَ عليه السلام : " ولمَّا بَلغَ أَشُدَّهُ " فمعناه الإِدراكُ والبُلوُغُ وحينئذٍ راودَته امرأَةُ العزيز عن نفسه . وكذلك قوله تعالى : " ولا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِمِ إِلاَّ بالتَّي هي أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ " بفتح فضم ويضم أَوَّلهُ وهي قليلةٌ حكاها السيرافيُّ . قال الزَّجَّاج . معناه احفَظُوا عليه مالَهُ حتّى يَبلُغ أَشُدَّه فإذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إليه مالَه . قال وبُلوغُه أَشُدَّه أَن يؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أن يكون بالغاً . قال : وقال بعضهم " حَتَّى يَبْلُغ أَشُدَّهُ " حتى يبلغ ثماني عشرة سنةً قال أبو إسحاق : لستُ أعرف ما وجه ذلك لأنه إن أَدرَكَ قبل ثمانِ عشَرةَ سنةً وقد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالهِ إليه وَجَبَ له ذلك . قال الأَزهريُّ : وهذا صحيح وهو قول الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلي العلم . وفي الصحاح " حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه " أي قوتهُ وهو ما بين ثماني عشرةَ إلى ثَلاثين سنةً وقال الزَّجّاج : هو من نحو سَبْعَ عشرةَ إلى الأَربعين وقال مرَّةً : هو ما بين الثلاثين والأربعين وهو مُذكَّر ومؤنث وفي التهذيب : وأَما قوله تعالى في قصة موسى عليه اسلام : " ولما بَلَغَ أَشُدَّهُ واسْتَوَى " فإِنه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ وهو أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه وأما قوله تعالى في سورة الأَحقاف . " حتى إِذا بلغَ أَشُدَّه وبلَغ أَربَعينَ سَنَةً " فهو أَقصَى نهاية بُلوغِ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِث محمدٌ A نَبيّاً . وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمَام عَقْلِه وفبُلوغُ الأَشُدِّ محصورُ الأول محصورُ النِّهَايَةِ غيرُ محصَورِ ما بين ذلك . قال الجوهَرِيُّ : وهو واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ كآنُكٍ وهو الأُسْرُبُّ ولا نَظِير لهُما . قال شيخُنا : ولعل مرادَه : من الأَسماءِ المُطلقة التي استعملتها العربُ فلا يُنافي وُرُودَ أَعلامٍ على بلادِ ككَابُل وآمُل وما يُبْديه الاستقراءُ أَو جَمْعٌ لا واحدَ به من لَفْظِهِ مثل أَبابيلَ وعبابِيدَ ومذاكير ذهبَ إليه أحمدُ بن يحيى فيما رواه عن أبي عُثمانَ المازنيِّ . كذا في المحكم . وقال السّيرافي أيضاً . أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ بالكسر كنِعْمة وأَنْعُمٍ نقله الجوهريُّ عن سيبويه وهو حَسنٌ في المعنَى يقال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه . وقال أَبو الهَيْثَم : واحِدة الأنْعُم نِعْمَة وواحدة الأَشُدّ شِدَّة . مع أن وفي نصّ عبارة سيبويْه : ولكنَّ فِعْلَة بالكسر لا يتُجمَع على أَفْعُل أَو واحده شَدٌّ ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ وقال السّيرافيّ : القِيَاس : شَدٌّ وأَشُدٌّ كما يقال : قَدٌّ وأَقُدٌّ أَو واحده : شِدٌّ كذِئبٍ وأَذْؤُبٍ قال أبو الهَيثم : وكأَنَّ الهاءَ في النِّعمة والشِّدة لم تكن في الحرف إذ كانت زائدةً وكأَنَّ الأَصل : نِعْم وشِدّ فجُمعا على أَفعُل كما قالُوا رجل وأَرجُل وضِرْس وأَضْرُس . وقال أبو عُبَيْد : واحدها شَدٌّ في القِياس . ولم أَسمَع لها بواحدة .
وقال ابن جِنّي : جاءَ على حذف التّاءِ كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنعُمٍ ونقل ابن جِنّي عن أَبي عبيد : هو جمع أَشَدٍّ على حذف الزيادة قال وقال أبو عبيدة : رُبما استُكرِهُوا على حذْفِ هذه الزيادةِ في الواحد وأَنشد بيت عَنْتَرَةَ : .
عَهْدِي به شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا ... خُضِبَ اللَّبَأنُ ورأْسُه بالعِظْمِ