وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال ابنُ دُرُسْتويْه : هو يَتعَدَّى إِلى مفعولٍ واحدٍ نحْو قَولك نَصحْت زيداً وإِذا دخلَت اللاّمُ صارَ يَتعدَّى إِلى اثنين فتقول : نَصحْت لزيدٍ رَأْيَه . وقد يُحذَف المفعول إِذَا فُهِم المعنَى فتقول : نَصحْت لزيدٍ وأَنت تريد نَصحْت لزيدٍ رَأْيَه وتحْذف حرْفَ الجرِّ من المفعول الثاني فيَتَعدّى الفِعل بنفسه إِليهما جميعاً فتقول . . نصحْتُ زيداً رأْيَه . قال أَبو جعفر : وما قاله ابنُ دُرُسْتويه من أَنّ نَصحْت يَتعدَّى إِلى اثنين أَحدهما بنفْسه والثاني بحرْف الجرّ نحْو نصَحْت لزيدٍ رأْيَه دَعْوَى وهو مُطَالَب بإِثباتها ولو كان يَتعدَّى إِلى اثنين لسُمِع في مَوضع ما وفي عدم سماعه دليلٌ على بُطلانه . قال شيخُنا رحمه اللّه تعالى : وهو كلامٌ ظاهرٌ وابن دُرُسْتويه كثيراً ما يَرتكِب مثْلَ هذه التمحُّلات : وقدذَكَر مثْل هذا في شكر وقال : تقديره - نُصْحاً بضمّ فسكون ونَصَاحَةً كَسَحَابة ونِصَاحَةً بالكسر أَوردَه صاحبُ اللّسان ونَصَاحِيَةً كَكَرَاهِيَة ونُصُوحاً بالضّم حكاه أَربابُ الأَفعال ونَصْحاً بفتح فسكون أَورَده صاحب اللِّسان . وهو ناصحٌ ونَصِيحٌ من قَوم نُصَّحٍ بضمّ فتشديدِ ونُصَّاح كُرمّان ونُصَحاءَ . ويقال : نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصْوحاً أَي أَخلَصْتُ وصَدَقْت والاسمُ النَّصِيحَة . قال شيخنا : الأَكثر من أَئمّة الاشتقاق على أَنّ النُّصْح تَصفية العَسلِ وخِياطة الثّوبِ ثم استُعمِل في ضدِّ الغِشّ وفي الإِخلاصِ والصدق كالتُّوبةِ النَّصُوحِ . وقيل : النُّصْحُ والنَّصِيحةُ والمُنَاصَحةُ : إِرادةُ الخَيْرِ للغَيرِ وإِرْشَادُه له وهي كلمةٌ جامعةٌ لإِرادةِ الخَيْر . وفي النهاية : النَّصِيحَة كلمةٌ يُعبَّر بها عن جُملةٍ هي إِرادة الخيرِ للمَنصوح له وليس يُمْكن أَن يُعبَّر عن هذا المعنَى بكلمةٍ واحدة تَجمَع مَعناه غيرها . وقال الخَطّابيّ : النَّصِيحَةُ كلمةٌ جامعةٌ معنَاهَا حِيازةُ الحَظّ للمَنصوح له . قال : ويقال هو من وَجِيزِ الأَسماءِ ومختَصَر الكلامِ وأَنّه ليس في كلام العرب كلمةٌ مفردة تُسْتَوفَي بها العِبَارَة عن معنَى هذه الكَلمة كما قالوا في الفَلاَح . وفي شَرْح الفصيح للَّبْليّ : النّصيحة : الإِرشادُ إِلى ما فيه صَلاحُ النصوحِ له ولا يكون إِلاّ قَولاً فإِن استُعْمِل في غَير القَول كان مجازاً . والنُّصْح : بَذْلُ الاجتهادِ في المَشُورةِ وهو النَّصِيحَة أَيضاً عن صاحِب الجَامع . هذا زبدةُ كلامهم في النّصيحة انتهى . قلْت : وهذا الّذي نقله شيخُنَا من أَنَّ النُّصح تَصفيةُ العسَل عند الأَكثرِ قد رَدّه المصنّف في البصائر وقال : النُّصْح : الخلوص مُطلقاً ولا تَقييد له بالعَسلِ ولا بغَيره . وقال في محلٍّ آخرَ : النَّصِيحة كلمةٌ جَامعَةٌ مُشتقَّة من مادّة نصح الموضوعة لمعنيَينِ : أضحدهما الخُلوص والنّقَاء والثاني الالْتئامُ والرِّفاءُ إِلى آخِرِ ما قال . ونَصَحَ الشيْءُ : خَلَصَ وكلُّ شيْءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ . ومن المجاز : نَصَحَ الخيّاطُ الثَّوْبَ والقَمِيصَ : خَاطَهُ يَنْصَحه نَصْحاً أَو أَنْعَمَ خِياطَتَه كَتَنَصَّحَهُ . ونَصَحَ الرَّجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شَرِبَ حَتّى رَوِيَ . وفي بعض الأُمّهات حتى يَرْوَي قال : .
هذَا مقامِي لك حتَّى تَنْصَحِي ... رِيّاً وتَجْتَازِي بَلاطَ الأَبطَحِ ويُروَى حتّى تَنْضَحي بالضاد المعجمة وليس بالعالي . ومن المجاز قال النضْر : نَصَحَ الغَيْثُ البَلَدَ نَصْحاً : سَقَاه حتّضى اتَّصَلَ نَبْتُه فلم يكُنْ فيه فَضَاءٌ ولا خَلَلٌ . وقال غيرُه : نَصَحَ الغَيْثُ البِلادَ ونَصَرَهَا بمعنًى واحدٍ . ومن المجازَ قولُهم : رجُلٌ ناصحُ الجَيْبِ : نَقِيُّ الصَّدْرِ ناصِحُ القلب لا غشَّ فيه . وفي الجامع للقزّاز : النُّصْحُ : الاجتهادُ في المَشُورَةِ وقد يستعار فيقال : فلانٌ ناصحُ الجَيْبِ أَي ناصِحُ القَلْبِ ليس في قَلْبه غِشٌّ . وقيل : ناصحُ الجَيبِ مثل قولهم : طاهرُ الثَّوْب وكلُّه على المثَلِ . قال النابغة : .
أَبْلِغِ الحَارِثَ بنَ هِنْدِ بأَنّي ... ناصِحُ الجَيْبِ باذلٌ للثَّوَاب