يعني بفارِسِ الملحاءِ ما علَى السَّنَامِ من الشَّحْمِ . وفي التهذيبِ : الملحَاءُ بين الكاهلِ والعَجُزِ وهي من البَعير ما تَحْتَ السَّنَامِ والجمع مَلْحاوَاتٌ . ومن المجاز : أَقبَلَ فُلانٌ في كَتيبةٍ مَلْحَاءَ المَلْحَاءُ : الكَتِيبَةُ البَيْضَاءُ العَظِيمةُ قال حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ : .
وأَنَّا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حَتَّى ... تُولِّيَ والسُّيُوفُ لَنَا شُهُودُ والمَلْحَاءُ : كَتِيبةٌ كَانَتْ لآلِ المُنْذِرِ من مُلُوك الشامِ وهما كَتيبتان إِحداهما هذه والثانية الشَّهْبَاءُ . قال عَمرُو بن شأْسٍ الأَسديّ : يُفلِّقْن رَأْسَ الكَوكَبِ الضَّخْمِ بعدما تَدُورُحَي المَلْحَاءِ في الأَمر ذي البَزْلِ ومَلْحاءُ : وَادٍ باليَمَامَةِ من أَعظم أَوْدِيَتها . وقال الحَفْصيّ . وهو من قُرَى الخَرْج بها . كذَا في المعجم . ومن المجاز فُلانٌ مِلْحُه عَلَى رُكْبَتِهِ هكذا بالإِفرادِ في النُّسخ والصّواب على رُكْبَتَيْه بالتثنية كما في أُمّهاتِ اللُّغَة كلِّهَا . واختُلف في تفسيره على أَقوالٍ ثلاثةٍ أَيْ لاوَفَاءَ له وهو القول الأَوّل . قال مِسكينٌ الدَّارِميّ : .
لا تلُمْهَا إِنّها مِن نِسْوَةٍ ... مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ قال ابن الأَعرابيّ : هذه قليلةُ الوفاءِ . قال : والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيماً لهما . وفي التهذيب في معنَى المثل : أَي مُضيِّعٌ لحقِّ الرَّضاعِ غير حافِظ له فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ذِمَامه كما أَنّ الذي يَضَع المِلْحَ على رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدِّده . أَو سَمينٌ . وهو القول الثاني قال الأَصمعيّ في معنَى البيتِ السابق : هذه زنْجيّة والْمِلْح شَحْمُهَا ها هُنا وسِمَنُ الزّنْج في أَفخاذها . وقال شَمِرٌ : الشّحم يُسمَّى مِلْحاً . أَو حَدِيدٌ في غَضَبِه وهو القول الثالث . وقال الأَزهريّ : أَي سَيِّىء الخُلُقِ يَغضَب من أَدنَى شيْءٍ كما أَنّ المِلْحَ عَلَى الرُّكْبَة يَتَبَدّد من أَدنى شيْءٍ . وفي الأَساس : أَي كثير الخِصَام كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكَّته لرُّكَبَ قَرَّحَ رُكبتَيه فهو يَضَعُ المِلْحَ عليهما يُدَاوِيهما . وفي المحكم : سَمَكٌ مالحٌ ومليح ومملوح ومملح وكره بعضهم مَلِيحاً ومالحاً ولم يَر بَيتَ عُذضافرٍ حُجّةً وقد تقدّم . وقَليبٌ مَليحٌ : ماؤُه مِلْحٌ . وأَقلِبَةٌ مِلاَحٌ قال عَنترةُ يَصف جُعَلاً : .
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَين حَجْلاً ... هَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاَحِ واسْتَمْلَحَهُ إِذا عَدَّهُ مَلِيحاً ويقال وَجدَه مليحاً . وذَاتُ المِلْح : ع قال الأَخطل : .
بِمُرْتَجِزٍ دَانِي الرَّبَابِ كأَنّه ... عَلى ذَات مِلْح مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها وقَصْرُ المِلْح مَوضع آخَرُ قُرْبَ خُوَارِ الرَّيّ على فراسِخَ يَسيرةٍ والعجم يُسمُّونه دِه نَمك . ومُلَيْحٌ كزُبَيرٍ : قَريةٌ بِهَرَاةَ منها أَبو عُمَرَ عبدُ الواحِد ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَرَوِيّ حَدّثَ عن أَبي منصورٍ مُحمّدٍ بنِ محمدِ بنِ سِمعانَ النَّيسابوريّ وغيره . وبَنو مُلَيح : حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ وهم بنو مُلَيح بن عَمْرِو بنِ ربِيعَةَ وعَمْرٌو هو جُمّاع خُزَاعَة . وأُمَيْلِحُ : ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ وهو رَبِيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زَيدِ مَناةَ . و : ع في بلادِ هُذَيْل كانت به وَقعةٌ . قال المتنخِّل : .
لا يَنْسَإِ اللّه منَّا مَعْشَراً شَهِدُوا ... يَوْمَ الأُميلِحِ لا غابُوا ولا جَرَحُوا