حتى ترى الحجرات كل عشية ... ما حولها كمعرس الملاح كالمتملح وهو متزوده أو تاجره .
قال ابنُ مُقبِل يَصف سَحاباً : .
تَرَى كلَّ وادٍ سَال فيه كأَنّمَا ... أَناخَ عليه رَاكبٌ مُتمَلِّحُ والمَلاّح : النُّوتِيُّ . وفي التهذيب : صاحبُ السَّفِينة لملازَمتِه الماءَ المِلْحَ . وه أَيضاً مُتَعَهِّدُ النَّهْرِ وفي بعض النُّسخ : البَحر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه وأَصله من ذلك وصَنْعَتُه المِلاَحة بالكسر . والمَلاَّحِيَّة بالفتح والتشديد وقيل : سمِّيَ السَّفَّانُ مَلاّحاً لمعالَجته الماءَ المِلْح بإِجراءِ السُّفنِ فيه . وأَنشد الأَزهَرِيُّ للأَعْشي : .
تَكَافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها ... مِن الخَوْفِ كَوثَلَها يَلْتَزِمْ وفي حديث ظَبْيَانَ يأْكُلون مُلاَّحَهَا ويَرعَوْنَ سَرَاحَهَا قال الأَزهريّ عن الليث : المُلاّح كرُمَّان من الحَمْض . وأَنشدَ : .
" يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذَاوِي القَرْمَلِ وقال أَبو منصور : المُلاّح من بقول الرِّيَاض الواحدة مُلاَّحَةٌ وهي بَقلةٌ غَضّةٌ فيها مُلوحةٌ مَنابِتُها القِيعَانُ وفي المحكم : المُلاّحة : عُشْبة من الحُمُوض ذات قُضُب ووَرَقٍ مَنْبتُها القِفَافُ وهي مالحةُ الطَّعْمِ ناجعةٌ في المال وحكى ابن الأَعرابيّ عن أَبي المُجِيب الرّبَعي في وَصْفه رَوْضَةً : رأَيتُهَا تَنْدَى من بُهْمَى وصُوفَانةٍ ويَنَمةٍ ومُلاَّحَة ونَهَقَةٍ . ونقلَ ابن سيده عن أَبي حَنيفة المُلاَّح نَبْتٌ مثل القُلاّم فيه حُمْرَة يُؤكَل مع اللَّبَن وله حَبٌّ يثجمعَ كما يُجمع الفَثُّ ويُخبَز فيُؤكَل قال : وأَحسبه سُمِّيَ مُلاَّحاً للَّوْنِ لا للطَّعْم . وقال مَرّةً : المُلاّحُ : عُنْقُودُ الكَبَاثِ من الأَرَاكِ سثمِّيَ لِطَعْمه كأَنّ فيه من حَرارته مِلْحاً ويقال : نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ للحَمْض والمِلاَح ككِتَابٍ : الرِّيحُ تَجْرِي بها السَّفِينَةُ عن ابن الأَعرابيّ قال : وبه سُمِّيَ المَلاّح مَلاّحاً . وفي الحديث أَنّ المختارَ لمّا قتلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي مِلاَحٍ وعَلَّقَه المِلاَحُ : المِخْلاَةُ بلُغَة هُذيلٍ . قلت : وسيأْتي في ولح أَنَّ الوَلِيحة الغِرَارةُ والمِلاَح المخلاةُ . قال ابن سيده هناك : وأُراه مقلوباً من الوَليحة إِذ لم أَستدِلّ به علَى ميمه أَهي زائدةٌ أم أصل وحملها على الزيادة أَكثرُ . وقيل : هو سِنَانُ الرُّمْحِ . قال ابنُ الأَعرابيّ : والمِلاَحُ السُّتْرَة . والمِلاَحُ : أَنْ تَهُبَّ الجَنُوبُ عَقِبَ الشَّمَالِ . والمِلاَحُ بَرْدُ الأَرْضِ حينَ يَنْزِلُ الغَيْثُ . وعن الليث : المِلاَحُ : الرَّضَاعُ . وقال غيرُه : المُرَاضَعَةُ مصدر مَالح مُمالَحَةً وسيأْتي ما يتعلّق به في الممالحة . والمِلاَح : مُعَالَجَةُ حَيَاءِ النَّاقةِ إِذا اشتكَت فتُؤْخَذ خِرْقَةٌ ويطْلَى عليها دَوَاءٌ ثم تُلْصَق على الحَياءِ فيبرأُ كذا في التهذيب . والمِلاَحُ : المِيَاهُ المِلْح هكذا في النُّسخِ وهو نصُّ عبارة التهذيب . والمُلاَحِيّ كغُرَابِيّ عن ابن سيده وقد يشدَّد حكاه أَبو حنيفة وهي قليلة : عنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ أَي في حَبّة طُولٌ وهو من المُلْحَة . وقال أَبو قَيس بنُ الأَسْلت .
وقد لاحَ في الصُّبْح الثُّريَّا كما تَرَى ... كعُنْقُودِ مثلاّحِيّةٍ حينَ نَوَّرَا وقال أَبو حنيفَة إِنّمَا نُسِبَ إِلى المُلاّح وإِنما المُلاّح في الطّعم . والمُلاَحِيُّ نَوءعٌ مِن التِّين صغَارٌ أَمْلَحُ صادِقُ الحَلاوةِ ويُزَبِّبُ والمُلاَحِيُّ مِنَ الأَرَاكِ : ما فيه بَياضٌ وحُمْرَةٌ وشُهْبَةٌ قاله أَبو حنيفة وأَنشدَ لمُزَاحمٍ العُقَيْليّ : .
فمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرّتَين خَلا لَهَا ... بِقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ