وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال تعالى " وجِئْتُكَ من سَبَإٍ بنَبَإٍ يَقينٍ " قال الزجَّاج : سَبَأ هي مدينة تُعرف بمأْرِب من صَنعاءَ على مسيرةِ ثلاثِ ليالٍ ونقل شيخنا عن زَهر الأَكَمْ في الأَمثال والحِكم ما نصّه : وكانتْ أَخصَبَ بلادِ الله كما قال تعالى " جَنَّتَانِ عن يَمينٍ وشِمالٍ " قيل : كانت مسافة شهرٍ للراكب المُجِدِّ يسير الماشي في الجنان من أَوَّلها إلى آخرها لا يُفارقه الظِّلُّ مع تدفُّقِ الماءِ وصفاءِ الأَنهارِ واتِّساع الفضاءِ فمَكَثوا مدَّةً في أَمْنٍ لا يَعانِدُهم أَحدٌ إِلاَّ قَصَموه وكانت في بَدْءِ الأَمرِ تركَبها السُّيول فجمع لذلك حِمْيَرٌ أَهلَ مملكته وشاورَهم فاتَّخذوا سدًّا في بَدْءِ جَرَيانِ الماءِ ورَصَفوه بالحجارة والحَديد وجعلوا فيه مَخارِقَ للماءِ فإذا جاءَت السُّيولُ انقسمت على وجهٍ يَعُمُّهم نَفْعُه في الجنَّاتِ والمُزْدَرَعاتِ فلمَّا كَفَروا نِعَمَ الله تعالى ورَأَوْا أَنَّ مُلْكَهُم لا يُبيدُه شيءٌ وعَبدوا الشَّمْسَ سلَّط الله على سدِّهم فأْرةٌ فخَرَقَتْه وأَرسلَ عليهم السَّيلَ فمزَّقهم اللهُ كلَّ مُمَزَّقٍ وأَباد خَضْراءهم . وقال ابنُ دُريد في كتاب الاشتقاق : سَبَأٌ لقبُ ابنِ يَشْجُبَ بنِ يعرُبَ بن قحطانَ كذا في النسخ وفي بعضها : ولقَبُ يَشْجُبَ وهو خطأٌ واسمه عبدُ شمسٍ يجمعُ قبائلَ اليمنِ عامَّةً يمدُّ ولا يمدُّ وقل شيخنا : وزاد بعضٌ فيه المدَّ أيضاً وهو غريبٌ غريبٌ لأَنَّه إِذا ثبت في الأُمَّهات فلا غرابَةَ مع أَنَّه موجود في الصحاح وأَمَّا الحديث المُشار إليه الذي وقع فيه ذِكر سبإٍ فأَخرجه التّرمذيُّ في التفسير عن فَرْوَةَ بنِ مُسَيْكٍ المُراديُّ قال : أَتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت : يا رسول الله ألا أُقاتِلُ من أَدبَرَ من قَوْمي بمن أَقبَلَ منهم ؟ فأَذِنَ لي في قِتالِهم وأَمَّرني فلمَّا خرجتُ من عنده سأَل عنِّي : " ما فَعَلَ الغُطَيْفِيُّ ؟ " فأُخبرَ أَنِّي قد سِرْتُ قال : فأَرسَلَ في أَثَري فردَّني فأَتيته وهو في نَفَرٍ من أَصحابه فقال " ادْعُ القَوْم فمن أَسلَمَ منهم فاقْبَلْ منه ومن لم يُسْلِمْ فلا تعجَلْ حتَّى أُحْدِثَ إليكَ قال : وأُنزِلَ في سَبَإٍ ما أُنزِل فقال رجلٌ : يا رسول الله وما سَبَأٌ ؟ أَرضٌ أَو امرأةٌ ؟ قال : " ليسَ بأَرضٍ ولا امرأةٍ ولكنَّه رجلٌ ولَدَ عشرَةً من اليمن فتَيامَنَ منهم ستّةٌ وتشاءَم منهم أربعةٌ فأَمَّا الذين تشاءَموا فلَخْمٌ وجُذامٌ وغَسَّانُ وعامِلة وأَمَّا الذين تيامَنوا فالأَزْدُ والأَشعريُّونَ وحِمْيَر وكِنْدَة ومَذْحِج وأَنمار " فقال رجلٌ : يا رسول الله وما أَنمار ؟ قال : " الذين منهم خثْعَمُ وبَجيلَةُ " قال أَبو عيسى : هذا حديثٌ حَسَنٌ غريب . وسَبَأٌ والد عبد الله المنسوبِ إليه الطائفَةُ السَّبَائِيَّةُ بالمد كذا في نسختنا وصحَّح شيخنا السَّبَئيَّة بالقصر كالعربيَّة وكلاهما صحيح من الغُلاةِ جمع غالٍ وهو المُتَعَصِّبُ الخارج عن الحدِّ في الغُلُوِّ من المبتدعة وهذه الطائفةُ من غُلاةِ الشِّيعة وهم يتفرَّقون على ثماني عشرَةَ فرقَةً . والسَّبَاءُ ككتابٍ والسَّبَأُ كجبلٍ قال ابنُ الأَنباريّ حكى الكسائيُّ : السَّبأُ : الخمرُ واللَّطَأُ : الشَّرُّ الثقيلُ حكاهما مهموزين مقصورين قال : ولم يَحْكِهما غيرُه قال والمعروف في الخمرِ السَّبَاءُ بكسر السِّين والمدّ . والسَّبيئَةُ ككريمَةِ : الخمرُ أَي مطلقاً وفي الصحاح والمحكم وغيرهما : سَبَأَ الخمرَ واسْتَبَأَها : اشتراها وقد تقدَّم الاستشهادُ ببيتَيْ إبراهيم بن هرمَةَ ومالك بن أَبِي كعبٍ والاسم السِّبَاءُ على فِعالٍ بكسر الفاء ومنه سمِّيت الخمرُ سَبيئَةً قال حسان بن ثابت : .
كأَنَّ سَبيئَةً من بَيْتِ رأْسٍ ... يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ .
على أَنْيابِها أَو طَعْمُ غَضِّ ... من التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِناءُ وهذا البيت في الصحاح : .
" كأَنَّ سَبيئَةً بَيْتِ رأْس