وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن ذلك قولُهم ؛ ماتَت الخَمْرَة : سَكَن غَلَيَانُها عن أَبي حنيفةَ . من المَجازِ أَيضاً : مات الرَّجُلُ وهَمَدَ وهَوَّمَ إِذا " نَام " قاله أَبو عَمْرو . ومن المجاز أَيضاً : ماتَت النّارُ مَوْتاً : بَرَدَ رَمادُها فَلَمْ يَبْقَ من الجَمْر شَيْءٌ . وماتَ الحَرُّ والبرْدُ : بَاخَ . وماتَ الماءُ بهذَا المَكَان إِذا نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ . ماتَ الثَّوْبُ " بَلِىَ " وكلُّ ذلكَ على المَثَل . وعبارَةُ الأَساس : ومات الثَّوْبُ : أَخْلَقَ وماتَ الطَّريقُ : انْقَطَع سُلوكُه وبلدٌ يَمُوت فيه الرِّيح كما يُقَالُ : تَهْلِكُ فيه أَشْواطُ الرِّياح . ومات فَوْقَ الرَّحْل : اسْتَثْقَلَ في نَوْمِه كلُّ ذلك على المَثَل . وفي اللّسان - في دعاءِ الانْتباه - : " الحَمْدُ للهِ الّذِي أَحيانَا بعد ما أَماتَنا وإِلَيْه النُّشُورُ " سَمَّى النَّومَ موْتاً ؛ لأَنّه يزولُ معه العَقْلُ والحَركةُ تمثيلاً وتَشْبيهاً لا تحْقيقاً . وقيل : المَوْتُ في كلام العَرَب يُطْلَقُ على السُّكُون . وقالَ الأَزْهريّ - ومِثلُه في المُفْردات لأَبي القَاسم الرَّاغب - ما نَصُّه : الموتُ يَقَعُ على أَنْواعٍ بحَسَبِ أَنواعِ الحَياة ؛ فمنها ما هو بإِزاءِ القُوَّةِ النّامِيَةِ المَوْجُودَةِ في الحَيَوان والنّباتِ كقولِه : تَعالى : " يُحْيِى الأَرْضَ بعْد موْتِها " ومنها : زَوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ كقوله تعالى : " يَالَيْتَني مِتُّ قَبْلَ هذَا " ومنها : زَوالُ القُوَّةِ العَاقِلَة وهي الجَهَالَةُ ؛ كقوله تعالى : " أَوَ مَنْ كانَ مَيْتاً فأَحْيَيْناهُ " " فإِنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَى " . ومنها : الحُزْنُ والخَوْفُ المُكَدِّرُ للحَياة كقولهِ تعالى : " ويَأْتيه المَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ " ومنها : المَنامُ كقولِه تَعالى : " والَّتِي لمْ تَمُتْ فِي مَنامِها " وقد قِيل : المنامُ : المَوْتُ الخَفيفُ والمَوْتُ : النَّومُ الثَّقِيلُ . وقد يُسْتَعارُ الموت للأَحوالِ الشَّاقّةِ كالفَقْرِ والذُّلِّ والسُّؤالِ والهرم والمَعْصِيَةِ وغيرِ ذلك ومنه الحديث : " أَوَّلُ من ماتَ إِبْلِيسُ ؛ لأَنّه أَوّلُ من عَصَى " وفي حَدِيثِ مُوسى عليه السلام " قِيلَ له : إِنَّ هامَانَ قد مَاتَ فلَقِيَه فسَأَلَ ربَّه فقالَ له : أَما تَعْلَمُ أَنَّ من أَفْقَرْتُه فقَدْ أَمتُّه ؟ : " وقَولُ عُمرَ Bه في الحديث : " اللَّبَنُ لا يمُوت " أَرادَ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذا رَضِعَ امْرأَةً مَيّتةً حرُمَ عليه من وَلدِها وقَرابَتِها ما يَحْرُمُ عليهِ منهم لو كانت حيَّةً وقد رَضِعَها وقيل : معناه : إِذا فُصِل اللَّبَنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَه الصَّبِيُّ فإِنه يَحْرُم به ما يَحْرُم بالرَّضاع ولا يَبْطُل عملُه بمفَارقَة الثَّدْي فإِنّ كلَّ ما انْفَصَل من الحَيِّ ميِّتٌ إِلا اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ لِضَرُورةِ الاستِعْمالِ . انتهى . " أَو المَيْتُ مُخَفَّفَةً : الذي ماتَ " بالفِعْل . " والمَيِّتُ " مشدّدة " والمَائِتُ " على فاعل : " الذي لم يَمُتْ بَعْدُ " ولكنه بصَدَدِ أَن يَمُوت . قال الخليلُ : أَنشَدني أَبو عمرو : .
أَيا سَائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ ... فَدُونك قد فَسَّرْتُ إِن كُنْتَ تَعْقِلُ .
فمَنْ كان ذَا رُوحٍ فذلك مَيِّتٌ ... وما المَيْتُ إِلاّ مَن إِلى القَبْرِ يُحْمَلُ وحكى الجوهريّ عن الفرّاءِ : يُقال لِمَنْ لم يَمُتْ : إِنّه مائِتٌ عن قليلٍ ومَيِّتٌ ولا يَقُولون لمن مات : هذا مَائِتٌ . قيل : وهذا خَطَأٌ وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُح لما قَدْ ماتَ ولما سَيَمُوت قال الله تعالى : " إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ " . ؟ قلتُ : ومن هُنا أَخَذَ صاحبُ القَامُوس ما جَعَله تَحْقِيقاً وقد تَحامَل عليه شيخُنا في شَرْحه . وجَمَع بين اللُّغَتَين عِدىُّ بنُ الرَّعْلاءِ فقال : .
لَيْسَ من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْت ... إِنّما المَيْتُ ميِّتُ الأَحْيَاءِ .
إِنَّما المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً ... كاسِفاً بالُه قليلَ الرَّجاءِ .
فأُنَاسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً ... وأُناسٌ حُلُوقُهم في الماءِ