وَجَب الشِّيْءُ يَجِبُ وُجُوباً بالضَّمّ وجِبَةً كعِدَةٍ . قال شيخُنَا : هو أَيضاً مَقِيسٌ في مثله . قلتُ : هذا المصدرُ إنّمَا ذكره الجَوْهَرِيُّ في وَجَب البَيْعُ يَجِبُ جِبَةً . واقتصر هُنا على الوُجُوبِ : لَزِمَ . وفي التِّلْوِيح : الوُجُوبُ في اللُّغة إِنّما هو الثُّبُوتُ . قُلتُ : وهو قريبٌ من اللُّزُوم . وفي الحديث : " غُسْل الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلّ مُحْتَلِمٍ " . قال ابْنُ الأَثِيرِ : قال الخَطَّابِيّ : معناه وُجُوبُ الاختِيارِ والاستحباب دُونَ وُجُوبِ الفَرْضِ واللُّزُوم ؛ وإِنَّمَا شَبَّهه بالواجِب تأْكيداً كما يَقُولُ الرَّجُلُ لصاحبِه : حَقُّكَ عليَّ واجِبٌ . وكانَ الحَسَنُ يراهُ لازماً وحُكِي ذلك عن مالِكٍ . يُقَالُ : وَجَبَ الشَّيْءُ وُجُوباً : إِذا ثَبَتَ ولَزِمَ . والواجِبُ والفَرْضُ عندَ الشّافعيّ سواءٌ وهو كُلُّ ما يُعاقَبُ على تَرْكهِ . وفَرَقَ بينَهُمَا أَبو حَنِيفَةَ فالفرضُ عندَهُ آكَدُ من الوَاجب . وأَوْجَبه هو وَوَجَّبَهُ مُضَعَّفاً نقل ابْنُ القَطّاع إِنكاره عن جماعة . وَجَبَ البيعُ يَجِبُ جِبَةً وأَوْجَبْتُ البيعَ فوَجَبَ . وقال اللِّحْيَانيُّ : وَجَبَ البَيعُ جِبَةً ووُجُوباً وقد أَوْجَبَ لَكَ البَيْعَ أَو أَوْجَبَهُ هو إِيجاباً . كلُّ ذلك عن اللِّحْيانيّ . وواجَبَهُ البَيْعَ مُوَاجَبَةً ووِجَاباً بالكسر عنه أَيضاً . ولمّا كان هذا من تَمِمَّة كلام اللِّحْيَانيّ واختصره ظَنَّ شيخُنا أَنّه أَنّه أَرادَ بهما مَصدرَيْ أَوْجبَ فقال : هذا التّصريفُ لا يُعْرَفُ في الدَّواوين ولا تَقتضيه قَواعدُ إِلى آخرِ ما قاله . وبَعِيدٌ على مثل المصنِّف أَن يَغْفُلَ في مثل هذا . وغايةُ ما يُقَالُ إِنّه أَجْحَفَ في كلام اللِّحْيَانيّ كما تقدَّمَ . أَوْجَبه اللهُ واسْتَوْجَبَه : اسْتَحَقَّهُ . وهو مُستَوْجِبُ الحَمْدِ أَي : وَلِيُّهُ ومُسْتحِقُّهُ . والوَجِيبَةُ : الوَظِيفَةُ وهي ما يُعَوِّدُهُ الإِنسانُ على نَفْسهِ كاللاّزِم والثّابت . والذي في الأَساس : الوَجْبَةُ وسيأْتي وعلى الأَوّل يكون من زياداته . عن أَبي عمرٍو : الوَجِيبَةُ : أَنْ تُوجِبَ البَيْعَ ثم تَأْخُذَهُ أَوَّلاً فأَوَلاً وقيل على أَنْ تَأْخُذَ منه بعضاً في كلِّ يومٍ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ وَجِيبَتَكَ . وفي الحديث : " إِذا كان البيعُ عن خِيارٍ فقد وَجَبَ " أَي : تَمَّ وَنَفَذَ . يقال : وَجَبَ البَيعُ وُجُوباً وأَوْجَبَهُ إِيجَاباً : أَي لزِمَ وأَلْزَمَهُ يعني : إِذا قال بعدَ العَقْدِ : اخْتَرْ رَدَّ البَيْعِ أَو إِنْفَاذَهُ فاخْتَارَ الإِنْفَاذَ لَزِمَ وإِنْ لم يَفْتَرِقَا . والمُوجِبَةُ : الكَبِيرَةُ من الذُّنُوبِ الّتي يُسْتَوْجَبُ بها العَذابُ . قيل : إِنَّ يُسْتَوْجَبُ بها العَذابُ . قيل : إِنَّ المُوجِبَةَ تكونُ من الحَسَنَات والسَّيِّئات وهي الَّتي تُوجِبُ النّارَ أَو الجَنَّةَ ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ . وفي الحديث : " اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِك " . وأَوجَبَ الرَّجَلُ : أَتَى بِهَا أَي بالمُوجِبَةِ من الحسنات والسَّيِّئات أَو عَمِلأ عَمَل يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النّارَ ؛ ومنه الحديث : " مَنْ فَعَل كَذَا وكّذا فقد أَوْجَبَ " وفي حديث مُعَاذ " أَوْجَبَ ذُو الثَّلاثَةِ والاثْنَيْنِ " أَي : من قَدَّم ثلاثةً من الوَلَد أَو اثنَيْنِ وَجَبتْ له الجَنَّةُ . وفي حديثٍ آخَرَ : " أَنَّ قوماً أَتَوُا النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالُوا : يارسولَ اللهِ إِنَّ صاحباً لنا أَوْجَبَ " أَي : رَكِبَ خَطِيئةً استوجب بها النّارَ " فقال : مُرُوهُ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً " . وَوَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْبَةً ووَجْباً : سَقَطَ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : وَجَبَ البَيتُ وكُلُّ شَيْءٍ . سَقَطَ وَجْباً ووَجْبةٌ . ووَجَبَ وَجْبَةً : سقَطَ إِلى الأَرْض ليست الفَعْلَةُ فيه للمَرَّة الواحدة إِنّما هو مصدر كالوُجُوب . وفي حديثِ سَعِيد : " لولا أَصْواتُ السّافِرَةِ لَسَمِعْتُمْ وَجْبَةَ الشَّمْسِ " أَي : سُقُوطَها مع المَغِيب . وفي حديثِ صِلَةَ " فإِذا بِوَجْبَةٍ " وهي صوتُ السُّقُوط . وفي المَثَل " بكَ الوَجْبةُ . وبِجَنْبَه فَلْتَكُنِ الوَجْبَةُ . " وقولُه تعالَى : " فإِذا وَجَبَتْ جُنوُبُهَا " قيل : معناه