والوظائف بعد أدائها لا تفوت وأين حق من يموت من حق الحي الذي لا يموت وأحكموا أوضاعها إذا أقمتموها وأتبعوها النوافل ما أطقتموها فبالإتقان تفاضلت الأعمال والمراعاة استحقت الكمال ولا شكر مع الإهمال ولا ربح مع إضاعة رأس المال وذلك أحرى بإقامة الفرض وأدعى إلى مساعدة البعض البعض .
والطهارة التي هي في تحصيلها سبب موصل وشرط لمشروطها محصل فاستوفوها والأعضاء نظفوها ومياهها بغير أوصافها الحميدة فلا تصفوها والحجول والغرر فأطيلوها والنيات في كل ذلك فلا تهملوها فالبناء بأساسه والسيف برئاسه واعلموا أن هذه الوظيفة من صلاة وطهور وذكر مجهور وغير مجهور تستغرق الأوقات وتنازع شتى الخواطر المفترقات فلا يضبطها إلا من ضبط نفسه بعقال وكان في درج الرجولية ذا انتقال واستقاض صدأه بصقال وإن تراخى قهقر الباع وسرقته الطباع وكان لما سواها أضيع فشمل الضياع .
والزكاة أختها الحبيبة ولدتها القريبة مفتاح السماحة بالعرض الزائل وشكران المسئول على الضد من درجة السائل وحق الله تعالى في مال من أغناه لمن أجهده في المعاش وعناه من غير استحقاق ملأ يده وأخلى يد أخيه ولا علة إلا القدر الذي يخفيه وما لم ينله حظ الله تعالى فلا خير فيه فاسمحوا بتفريقها للحاضر لإخراجها في اختيار عرضها ونتاجها واستحيوا من الله تعالى أن تبخلوا عليه ببعض ما بذل وخالفوا الشيطان كلما عذل واذكروا خروجكم إلى الوجود لا تملكون ولا تدرون أين تسلكون فوهب وأقدر وأورد بفضله وأصدر ليرتب بكرمه الوسائل أو يقيم الحجج والدلائل