وسيعاد القول في هذا كافياً في آخر الكتاب عند ذكر القتل والدواهي إن شاء الله .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في المخلط ( كلّ نجارِ إبلْ نجارُها ) يعني أن فيه كل لون من الأخلاق ( وليس له رأي يثبت عليه ) .
ع : هذا رجز يروى لأبان بن لقيط وكان لصاً خارباً : .
( تَسْأَلُنِي البَاعَةُ مَا نِجَارُهَا ... إِذْ زَعْزَعُوها فَسَمت أَبْصَارُهَا ) .
( فَقُلْتُ دَارُ كلِّ قَوْمٍ دَارُها ... كُلُّ نِجَارِ إِبلٍ نِجَارُهَا ) .
( وَكُلُّ نَارِ العَالَمِينَ نَارُهَا ... ) .
يقول : فيها من كل نجار ومن كل نسل ومن كل نار ومن كل وسم فيضرب مثلاً للمتلون الخلق المضطرب الحال .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم ( قَدِ اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ) وهو الرجل يكون في حديث ثم يخلط ذلك بغيره وينتقل إليه وكان بعض العلماء يخبر أن هذا المثَل لطرفة بن العبد وكان عند بعض الملوك شاعر ينشده شعراً في وصف جمل ثم حوّله إلى نعتِ ناقه فقال طرفة عندها ( اسْتَنْوَقَ الجَمَل ) وقد يقال ذلك للرجل يظن به أنّ عنده غناء من شجاعة وجلد ثم يكون الأمر على خلاف ذلك وأنشد للكميت :