اختلال الحال ونقصان الارتفاع واندثار المشارب واستئجام المزارع وطمع المجاورين وضعف الأكرة والمزارعين وظلم العمال والمتصرفين لتطاول غيباتك عنها وانقطاعك بالأسفار المتصلة عن استيفاء حقوقها وإقامة عماراتها والإنفاق على مصالحها والانتصاف من المجاورين لها والمعاملين فيها ووصفت ما تحتاج إلى تكلفة من الجملة الوافرة لاحتفار أنهارها وإحياء مواتها واعتمال متعطلها وإعادة رسومها وإطلاق البذور فيها وابتياع العوامل لها واختلاف الأكرة إليها .
وسألت أن تقاطع عن حق بيت المال فيها وجميع توابعه وسائر لزومه على ثلاثة آلاف درهم في كل سنة معونة لك على عمارتها وتمكينا من إعادتها إلى أفضل أحوالها وتوسعة عليك في المعيشة منها .
فأنهينا ذلك إلى أمير المؤمنين الطائع لله وأفضنا بحضرته فيما أنت عليه من الخلائق الحميدة والطرائق الرشيدة وما لك من الخدمات القديمة والحديثة الموجبة لأن تلحق بنظرائك من الخدم المختصين والحواشي المستخلصين بإجابتك إلى ما سألت وإسعافك بما التمست فخرج الأمر لا زال عاليا بالرجوع في ذلك إلى كتاب الدواوين وعمال هذه النواحي وتعرف ما عندهم فيه مما يعود بالصلاح ويدعو إلى الاحتياط فرجع إليهم فيما ذكرته وحكيته فصدقوك في جميعه وشهدوا لك بصحته وتردد بينك وبينهم خطاب في الارتفاع الوافر القديم وما توجبه العبر لعدة سنين إلى أن استقر الامر على أن توقعت على هذه الضياع المسماة في هذا الكتاب خمسة آلاف درهم ورقا مرسلا بغير كسر ولا كفاية ولا حق خزن ولا جهبذة ولا محاسبة ولا غير ذلك من المؤن كلها