أقبل على بيت من بيوت الله إلا حن منه إلى سبحات الجلال ولا تكلم في وقف إلا أجراه في صالح الأعمال على أقوم مثال ونحن لهذه المزايا نرد إلى نظره الكريم ما أهمنا من عمارة مسجد وجامع ونقلده من أوقافنا ما يخلفنا فيه خيرا فإن الأوقاف ودائع .
فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري لا زال يصيب الصواب ولا يعدو أولي الألباب أن يفوض إليه نظر الجامع الناصري المعمور بذكر الله تعالى بقلعة الجبل المحروسة وأوقافه والنظر على التربة والمدرسة الأشرفيين وأوقافهما .
ومنها نظر مشهد الإمام الحسين Bه بالقاهرة المحروسة .
وقد تقدم في الكلام على خطط القاهرة في المقالة الثانية أن الصالح طلائع بن رزيك حين قصد نقل رأس الإمام الحسين إلى القاهرة بنى لذلك جامعه خارج بابي زويلة فبلغ ذلك الخليفة فأفرد لها هذه القاعة من قاعات القصر وأمر بنقلها إليها .
وهذه نسخة توقيع بنظره من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي وهي الحمد لله الذي جعل مواطن الشرف في أيامنا الزاهرة محصورة في أكفائها ومشاهد السيادة في دولتنا القاهرة مقصورة على من حبته أوامرنا باعتنائها وخصته آلاؤنا باصطفائها الذي أجرى حسن النظر في مظان الآباء الطاهرة على يد من طلع في أفق العلياء من أبنائها وعمر معاهد القربات بتدبير من بدأ بقواعد دينه وأجاد إحكام تشييدها وإتقان بنائها