وإن كان قاضي عسكر وصي بحو ما يوصي به القاضي وأن يتخذ معه كاتبا يكتب للناس وأن يقبل من الجند من كان ظاهره العدالة فإن الشهود المعدين لتحمل الشهادة يعز وجودهم في العسكر وأن يكون له منزل معروف يقصد فيه إذا نصبت الخيام وأحسن ما يكون ذلك عن يمين الأعلام السلطانية وأن يكون مستعدا للأحكام التي يكثر فصلها في العسكر كالغنائم والشركة والقسمة والمبيعات والرد بالعيب وأن يسرع في فصل القضاء بين الخصوم لئلا يكون في ذلك تشاغل عن مواقع الحرب ومقدماته وغير ذلك مما يجري هذا المجرى .
وإن كان محتسبا وصي بالنظر في أمر المكاييل والموازين وسائر المقادير والتحذير من الغش في الطعام والشراب وأن يتعرف الأسعار ويستعلم الأخبار في كل سوق من غير علم أهله وأن يقيم على الأسواق وأرباب المعايش من ينوب عنه في النظر في أمورهم من الأمناء المأمونين وأن لا يمكن أحدا من العطارين من بيع غرائب العقاقير إلا ممن لا يستراب به بخط متطبب لمريض وأن يمنع المتحيلين على أكل أموال الناس بالباطل من الطرقية وأهل النجامة وسائر الطوائف المنسوبة إلى بني ساسان من تعاطي ما يتعاطونه من ذلك ويقمعهم ويحسم مادتهم والتصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنع من الغش وإخبار المشتري بأزيد مما اشترى به والنظر في أمر فقهاء المكاتب والعالمات من النساء ولا يمكن منهم أحدا أن يتعاطى