لهم من أهتمامه أسنى قسم وحظ ملينا لهم في ذلك جانبه ومبينا ما يظل به كاسب الأجر وجالبه ويزيل عنهم ما شرعه ظلمة الغلمان بتلك الأعمال ويديل من تلك الحال باستئناف ما يوطؤهم كواهل الآمال جامعا لهم بين العدل والإحسان وجاعلا أمر الله تعالى في ذلك متلقى بالطاعة الواضحة الدليل والبرهان قال الله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) .
وأمره بأن يكون بالمعروف آمرا وعن المنكر زاجرا ولله تعالى في إحياء الحق وإماتة الباطل متاجرا وأن يشد من الساعين في ذلك والداعين إليه ويعد القيام بهذه الحال من أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى يوم العرض عليه .
ويتقدم بتعطيل ما في أعماله من المواخير ودحضها وإزالة آثارها ومحوها فإنها مواطن بالمخازي آهلة ومن مشارب المعاصي ناهلة قد أسست على غير التقوى مبانيها وأخليت من كل ما يرضي الله تعالى مغانيها وقد أبان الله تعالى عن فضل الطائفة التي ظلت بالمعروف آمرة وعن المنكر ناهية وضنت بما ترى فيه عن مقاصد الخير ذاهلة لاهية فقال ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
وأمره أن يرتب لحماية الطرقات من يجمع إلى الصرامة والشهامة سلوك محاج الرشاد والإستقامة ويجعل التعفف عن ذميم المراتع شاهدا بتوفيق الله إياه وعائدا عليه بما تحمد مغبته وعقباه ويأمر بحفظ السابلة واختصاصهم بالحراسة السابغة الشاملة وحماية القوافل واردة وصادرة واعتمادها بما تغدو به إلى السلامة مفضية صائرة لتحرس الدماء مما يبيحها ويريقها والأموال مما يقصد فيه سبيل الإضاعة وطريقها وأن يخوفهم نتائج التقصير ويعرفهم مناهج التبصير وأن عليهم رقباء يلاحظون أمورهم ويوضحونها ليكون ذلك داعيا إلى