وأمره أن يعتمد في إخراج الزكاة ما أمر الله تعالى به وهدى منه إلى أرشد فعل وأصوبه ويقوم بذلك القيام الذي يحظيه بجميل الذكر وجزيل الأجر ويشهد له بزكاء المغرس وطيب النجر ويقصد في أداء الواجب منه ما يصل أمسه في التوفيق بيومه ويطلق الألسنة بحمده ويكفها عن لومه متجنبا من إخلال بما نص عليه في هذا الباب أو إهمال فيه لما يليق بذوي الديانة وأولي الألباب ومتوخيا في المسارعة إليه ما يتطهر به من الأدناس ويتوفر به حسن الأحدوثة عنه بين الناس فقد جعل الله تعالى الزكاة من الفروض التي لا سبيل إلى المحيد عنها ولا دليل في الفوز أوفى منها وأمر رسوله بأخذها من أمته وأبان عن كونها مما يجتنى كل مرغوب فيه من ثمرته ووصل الأمر له في ذلك بما يوجب فضل المسابقة إلى قبوله لما فيه من الحظ الكامل في استنارة غرره وحجوله في قوله سبحانه ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ) .
وأمره أن يهذب من الدنس خلاله ويصل بأقواله في الخير أفعاله ويمتنع من تلبية داعي الهوى المضل ويتبع سنن المتفيء بالهدى المستظل ويقبض يده عن كل محرم توثق أشراكه وتوبق غوائله وتؤذن بسوء المنقلب شواهده ودلائله ويجعل له من نهاره رقيبا على نفسه يصونها عن مراتع الغي ومطارحه وأمينا يصد عن مسارب الإثم ومسارحه فإنها لا تزال أمارة بالسوء إن لم تقد إلى جدد الرشد وتقم لها سوق من الوعظ يبلغ فيها أقصى الغاية والأمد فالسعيد من أضحى لها عند سورة الغضب وازعا وأنحى عليها بلوم يغدو معه عن كل ما يسخط الله تعالى نازعا وأن يتنزه عن النهي عما هو له مرتكب والأمر بما هو له مجتنب إذ كان ذلك بالهجنة حاليا وبين المرء وبين مقاصد هديه حائلا قال الله تعالى ( أتأمرون