وهذا دعاء أورده في التعريف يليق به وهو وحمى ملكه بوده لا بجنده وبوفائه بعهده لا بجيشه ومد بنده وبما عندنا من سجايا الإحسان لا بما يظن أنه من عنده وبما في رأينا الموري لا بما يقدح النار من زنده وربما قيل مصافي المسلمين بدل مواد المسلمين .
أما في التثقيف فقد ذكر أن للكرج ملكين أحدهما صاحب تفليس المقدم ذكره وذكر أنه كان أسمه إذ ذاك داود الثاني الحاكم بسخوم وأبخاس وهما مدينتان على جانب بحر القرم من الجانب الجنوبي كما تقدم ذكره في الكلام على المسالك والممالك في الجانب الشمالي وسمى صاحبها إذ ذاك ديادان قال ورسم المكاتبة إلى كل منهما في قطع النصف أطال الله تعالى بقاء حضرة الملك الجليل المكرم الخطير الباسل الهمام المقدس الروحاني فلان عز الأمة المسيحية كنز الطائفة الصليبية فخر دين النصرانية ملك الجبال والكرج والجرجان صديق الملوك والسلاطين وتعريف كل منهما ملك الكرج .
ثم قال وقد ذكر القاضي المرحوم شهاب الدين بن فضل الله في المكاتبة المذكورة من التغييرات ما لا حاجة إلى ذكره لأن ما ذكرته هو المستقر في المكاتبة إليه إلى آخر وقت .
قلت وذلك لأنه في زمن المقر الشهابي بن فضل الله كان مرعي الجانب بممالأة التتر وانضمامه إلى جوبان كما تقدمت الإشارة إليه فكانت المكاتبة إليه إذ ذاك أعلى وأفخم فلما زالت دولة التتر من أيران وحمدت قسوتهم انحطت رتبة المكاتبة إلى ملك الكرج عن هذه الرتبة ثم قد تقدم في المسالك والممالك في