الصعيد الأدنى في بني غريب وأميرهم الآن وفي الصعيد الأعلى في بني عمر وأميرهم محمد بن عمر ورسم المكاتبة إلى كل منهما .
وأما عرب برقة فقد ذكر في التعريف أنه لم يبق منهم في زمانه من يكاتب إلا جعفر بن عمر وأنه كان لا يزال بين طاعة وعصيان ومخاشنة وليان وأن أمراء عرب البحيرة كانت تغري به وتغير خاطر السلطان عليه وأن الجيوش كانت تمتد إليه وقل أن ظفرت منه بطائل أو رجعت بمغنم إن أصابته نوبة من الدهر .
وكان آخر أمره أنه ركب طريق الواح حتى خرج من الفيوم وطرق باب السلطان لائذا بالعفو ولم يسبق به خبر ولم يعلم السلطان به حتى استأذن المستأذن عليه وهو في جملة الوقوف بالباب فأكرم أتم الكرامة وشرف بأجل التشاريف وأقام مدة في قرى الإحسان وإحسان القرى .
وأهله لا يعلمون بما جرى ولا يعرفون أين يمم ولا أي جهة نحا حتى أتتهم وافدات البشائر .
وقال له السلطان لأي شيء ما أعلمت أهلك بقصدك إلينا قال خفت أن يقولوا يفتك بك السلطان فأتثبط .
فاستحسن قوله وأفاض عليه طوله ثم أعيد إلى