كان الكاتب يحتاج إلى أشياء منها نحو ما يكتب بالألف والياء وإلى شيء من المقصور والممدود ولو كلف الكاتب ما ذكره من ذكره لجعل الأصعب طريقا للأسهل والأشق مفتاحا للأهون وفي طباع الناس النفار عما ألزمهم من جميع هذه الأشياء .
قلت والتحقيق أن ذلك يختلف باختلاف حال الكتابة بحسب تنوعها فكل نوع من أنواعها يحتاج إلى معرفة فن أو فنون تختص به .
وقد حكي أن عمرو بن مسعدة وزير المعتصم قال لما خرج المعتصم من بلاد الروم وصار بناحية الرقة قال لي ويلك يا عمرو لم تزل تخدعني حتى وليت عمر بن الفرج الرخجي الأهواز وقد قعد في سرة الدنيا يأكلها خضما وقضما فقلت يا أمير المؤمنين فأنا أبعث إليه حتى يؤخذ بالأموال ولو على أجنحة الطير قال كلا بل تخرج إليه بنفسك كما أشرت به فقلت لنفسي إن هذه منزلة خسيسة بعد الوزارة أكون مستحثا لعامل خراج ولم أجد بدا من الخروج رضا لأمير المؤمنين فقلت ها أنا خارج إليه بنفسي يا