وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

منزلٍ أو وصفَ طللٍ أو نعتَ ناقةٍ أو جملً أو إِسرافَ قولٍ في مدحٍ أو هجاءٍ وأنه ليسَ بشيءٍ تمَسُّ الحاجةُ إِليه في صلاحِ دينٍ أو دُنيا .
وأما النّحوُ فظنَّتهُ ضرباً منَ التكلُّف وباباً من التعسُّفِ وشيئاً لا يستندُ إِلى أصلٍ ولا يُعتمدُ فيه على عقلٍ . وأنَّ ما زادَ منه على معرفةِ الرَّفعِ والنَّصبِ وما يتصلُ بذلك مما تجدُهُ في المبادىءِ فهو فضلٌ لا يُجدي نفعاً ولا تحصَلُ منه على فائدةٍ . وضَرَبُوا له المثَلَ بالمِلْح - كما عرفت - إِلى أشباهٍ لهذه الظُّنونِ في القَبيلينِ وآراءٍ لو عَلموا مَغَبَّتها وما تقودُ إِليه لَتَعَوَّذوا باللّهِ منها ولأنِفُوا لأنفُسهم منَ الرَّضا بها ذاك لأنَّهم بإِيثارِهم الجهلَ بذلك على العِلم في معنى الصَّادَّ عن سَبيلِ الله والمُبتغي إِطفاءَ نورِ الله تعالى .
وذاك أنا إذا كُنَّا نعلمُ أنَّ الجهةَ التي منها قامَتِ الحُجّةُ بالقُرآنِ وظهرتْ وبانَتْ وبهرَتْ هيَ أنْ كانَ على حدٍّ منَ الفَصاحةِ تَقْصُرُ عنه قُوى البشرِ ومُنتهياً إِلى غايةٍ لا يُطمَحُ إِليها بالفِكر . وكان مُحالاً أن يعرفَ كونَه كذلك إِلا مَن عرَف الشعرَ الذي هو ديوانُ العَرب وعنوانُ الأدب والذي لا يُشكُّ أنه كانَ ميدانَ القومِ إِذا تَجاروْا في الفَصاحة والبيان وتنازَعوا فيهما قصَبَ الرَّهان . ثم بحثَ عنِ العِلل التي بها كانَ التَّبايُنُ في الفضل وزادَ بعضُ الشعر على بعضٍ كان الصادُّ عن ذلك صادّاً عن أن تُعرفَ حُجَّةُ الله تعالى . وكان مثلُه مثلَ مَن يتصدَّى للنّاسِ فيمنعُهم عَن أنْ يحفظوا كتابَ الله تعالى ويقوموا به ويتلُوه ويقرؤوه ويصنعُ في الجملةِ صَنيعاً يؤدّي إِلى أن يقلَّ حُفَّاظُه والقائمونَ به والمُقرئون