وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالحوض هنا أجنبي من المناسبة لأنه ما يلائم المحصب والصفا وزمزم وإنما يناسب الصراط والميزان وما هو منوط بيوم القيامة .
ومثله في عدم المناسبة قول الكميت .
( وقد رأينا بها حوراء منعمة ... بيضا تكامل فيها الدل والشنب ) .
فإنهم قالوا الدلال لا يناسب الشنب وهو صحيح فإن الشنب من لوازم الثغر فلو ذكر معه اللعس وما ناسب ذلك مشى على سنن المناسبة وخلص من النقد .
ويعجبني من ملاءمة التناسب في مراعاة النظير قول العلامة أبي بكر بن اللبانة في موشح .
( بعض يخاصمني في بعض ... جسمي مقيم وقلبي يمضي ) .
( وكيف أسلو وبدري الأرضي ... يدير في الأقحوان الغض ) .
( وردية سرقت أنفاسه بالالتماس ... رقت فكانت مثل دمعة في جفن كاس ) .
أنظر إلى ما ناسب بين الأقحوان والورد وجذب القلوب وأنشا الأذواق في المناسبة بين الدمعة وجفن الكاس مع الاستعارة التي تستعار منها المحاسن .
ومن أحلى ما يستحلى في الذوق من هذا النوع قول ابن مطروح .
( لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل ) .
ومن شدة إعجابي بهذا البيت ضمنته تضمينا لو سمعه ابن مطروح لاطرح نفسه خاضعا وسلم إلي مفاتيح بيته طائعا وهو .
( ولما خلعنا العذار ... فككنا طويق الخجل ) .
( لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل ) .
ولولا خوف الإطالة لتكلمت على بيت ابن مطروح وعلى التضمين وما فيهما من حسن التناسب والاستعارات بما يليق بمقامهما .
وغاية الغايات قول القاضي الفاضل في هذا الباب .
( في خده فخ لعطفة صدغه ... والخال حبته وقلبي الطائر )