ثم نظر إلى عبيد الله فقال يا بن أخي إني لأعرف بك من أبيك وكأني بك في غمرة لا يخطوها السابح فالزم ابن عمك فإن لما قال حقا فخرجوا ولزم عبيد الله يزيد يرد مجلسه ويطأ عقبه أياما حتى رمى به معاوية إلى البصرة واليا عليها .
273 - وصية المهلب بن أبي صفرة لأبنائه عند موته .
روى الطبري قال لما كان المهلب بن أبي صفرة بزاغول من مرو الروذ من خراسان أصابته الشوصة وقوم يقولون الشوكة فدعا حبيبا ومن حضره من ولده ودعا بسهام فحزمت وقال أترونكم كاسريها مجتمعة قالوا لا قال أفترونكم كاسريها متفرقة قالوا نعم قال فهكذا الجماعة فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فإن صلة الرحم تنسئ في الأجل وتثري المال وتكثر العدد وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة تباذلوا وتواصلوا تحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم إن بني الأم يختلفون فكيف ببني العلات وعليكم بالطاعة والجماعة ولتكن فعالكم أفضل من قولكم فإني أحب للرجل أن يكون لعمله فضل على لسانه واتقوا الجواب وزلة اللسان فإن الرجل تزل قدمه فينتعش من زلته ويزل لسانه فيهلك اعرفوا لمن يغشاكم حقه فكفي بغدو