نصيحة لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان .
ورأى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان رجلا يشتم رجلا وآخر يسمع منه فقال للمستمع نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه لسانك عن الكلام به فإن السامع شريك القائل وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك ولو ردت كلمة جاهل في فيه لسعد رادها كما شقى قائلها .
220 - تأديب معاوية لجلسائه .
أذن معاوية للأحنف بن قيس وقد وافى معاوية محمد بن الأشعث فقدمه عليه فوجد من ذلك محمد بن الأشعث وأذن له فدخل فجلس بين معاوية والأحنف فقال معاوية إنا والله ما أذنا له قبلك إلا ليجلس إلينا دونك وما رأيت أحدا يرفع نفسه فوق قدرها إلا من ذلة يجدها وقد فعلت فعل من أحس من نفسه ذلا وضعة وإنا كما نملك أموركم نملك تأديبكم فأريدوا منا ما نريده منكم فإنه أبقى لكم وإلا قصرناكم كرها فكان أشد عليكم وأعنف بكم .
221 - كلام معاوية وقد سقطت ثنيتاه .
ولما سقطت ثنيتا معاوية لف وجهه بعمامة ثم خرج إلى الناس فقال لئن ابتليت لقد ابتلي الصالحون قبلي وإني لأرجو أن أكون منهم ولئن