إن ذلك الرجل الذي سرقها قبض عليه وأحضر بين يدي جعفر فلما رأى ما ظهر عليه قال له أراك قد تغير لونك ألست يوم كذا طلبت مني هذه الجوهرة فوهبتها لك وأقسم بالله لقد أنسيت هذا ثم أمر للجوهرى بثمنها وقال للرجل خذها الآن حلالا طيبا وبعها بالثمن الذي يطيب خاطرك به لا تبع بيع خائف ودخل محمد بن عباد على المأمون فجعل يعممه بيده وجارية على رأسه تتبسم فقال لها المأمون مم تضحكين فقال ابن عباد أنا أخبرك يا أمير المؤمنين تتعجب من قبحي وإكرامك إياي فقال لا يعجبني فإن تحت هذه العمامة كرما ومجدا قال شاعر .
( وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم ... إذا كانت الأعراض غير حسان ) .
( فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ... فما كل مصقول الحديد يماني ) .
وحكى أن بهرام الملك خرج يوما للصيد فانفرد عن أصحابه فرأى صيدا فتبعه طامعا في لحاقه حتى بعد عن عسكره فنظر إلى راع تحت شجرة فنزل عن فرسه ليبول وقال للراعى احفظ على فرسي حتى أبول فعمد الراعي إلى العنان وكان ملبسا ذهبا كثيرا فاستغفل بهرام وأخرج سكينا فقطع أطراف اللجام وأخذ الذهب الذي عليه فرفع بهرام نظره إليه فرآه فغض بصره وأطرق برأسه إلى الأرض وأطال الجلوس حتى أخذ الرجل حاجته ثم قام بهرام فوضع يده على عينيه وقال للراعي قدم إلي فرسي فإنه قد دخل في عيني من ما في الريح فلا أقدر على فتحهما فقدمه إليه فركب وسار إلى أن وصل إلى عسكره فقال لصاحب مراكبة أن أطراف اللجام قد وهبتها فلا تتهمن بها أحدا .
وذكر أن أنوشروان وضع الموائد للناس في يوم نوروز وجلس ودخل وجوه أهل مملكته في الإيوان فلما فرغوا من الطعام جاءوا بالشراب وأحضرت الفواكه والمشموم في آنية الذهب والفضة فلما