عبيد الله إلى المنذر فأتاه فلما دخل عليه بعث عبيد الله بالشرط فكبسوا داره وأتوه بابن مفرغ فلم يشعر المنذر إلا بابن مفرغ قد أقيم على رأسه فقام المنذر إلى عبيد الله فكلمه فيه فقال أذكرك الله - أيها الأمير - أن تخفر جواري فإني قد أجرته فقال عبيد الله يا منذر ليمدحن أباك وليمدحنك ولقد هجاني وهجا أبي ثم تجيره علي لا ها الله لا يكون ذلك أبدا ولا أغفرها له فغضب بتطليق البتة فخرج المنذر من عنده وأقبل عبيد الله على ابن مفرغ فقال له بئسما صحبت به عبادا قال بئسما صحبني به عباد اخترته على سعيد وأنفقت على صحبته كل ما أفدته وكل ما أملكه وظننت أنه لا يخلو من عقل زياد وحلم معاوية وسماحة قريش فعدل عن ظني كله ثم عاملني بكل قبيح وتناولني بكل مكروه من حبس وغرم وشتم وضرب فكنت كمن شام برقا خلبا في سحاب جهام فأراق ماءه طمعا فيه فمات عطشا وما هربت من أخيك إلا لما خفت من أن يجري في إلى ما يندم عليه وقد صرت الآن في يدك فشأنك فاصنع بي ما أحببت فأمر بحبسه .
وكتب إلى يزيد بن معاوية يسأله أن يأذن له في قتله فكتب إليه إياك وقتله ولكن عاقبة بما ينكله ويشد سلطانك ولا تبلغ نفسه فإن له عشيرة هي جندي وبطانتي ولا ترضى بقتله مني ولا تقنع إلا بالقود منك فاحذر ذلك واعلم أنه الجد منهم ومني وأنك مرتهن بنفسه ولك في دون تلفها مندوحة تشفي من الغيظ فورد الكتاب على عبيد الله بن زياد فأمر بابن