شيئا مقبلا فنظر إليه فقال هذا ذئب قد جاء يستطعمكم فجاء الذئب فربض ناحية فأطعمناه يد جزور فتعرقها ثم أهوينا له بإناء فيه ماء فشرب منه وارتحلنا فجعل الذئب يعوي فقال الكميت ما له ويله ألم نطعمه ونسقه وما أعرفني بما يريد هو يعلمنا أنا لسنا على الطريق تيامنوا يا فتيان فتيامنا فسكن عواؤه فلم نزل نسير حتى جئنا الشام فتوارى في بني أسد وبني تميم وأرسل إلى أشراف قريش - وكان سيدهم يومئذ عنبسة بن سعيد بن العاص - فمشت رجالات قريش بعضها إلى بعض وأتوا عنبسة فقالوا يا أبا خالد هذه مكرمة قد أتاك الله بها هذا الكميت بن زيد لسان مضر وكان أمير المؤمنين كتب في قتله فنجا حتى تخلص إليك وإلينا قال فمروه أن يعوذ بقبر معاوية ابن هشام بدير حنيناء فمضى الكميت فضرب فسطاطه عند قبره ومضى عنبسة فأتى مسلمة بن هشام فقال له يا أبا شاكر مكرمة أتيتك بها تبلغ الثريا إن اعتقدتها فإن علمت أنك تفي بها وإلا كتمتها قال وما هي فأخبره الخبر وقال إنه قد مدحكم عامة وإياك خاصة بما لم يسمع بمثله فقال علي خلاصه .
فدخل على أبيه هشام وهو عند أمه في غير وقت دخول فقال هشام أجئت لحاجة قال نعم قال هي مقضية إلا أن يكون الكميت .
فقال ما أحب أن تستثني علي في حاجتي وما أنا والكميت فقالت أمه والله لتقضين حاجته كائنة ما كانت قال قد قضيتها ولو أحاطت بما بين قطريها قال هي الكميت يا أمير المؤمنين وهو آمن بأمان الله D وأماني وهو شاعر مضر وقد قال فينا قولا لم يقل مثله قال قد أمنته وأجزت أمانك له فاجلس له مجلسا ينشدك فيه ما قال فينا