أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الزبير قال حدثني سليمان بن عياش قال .
خرج محمد وسليمان ابنا عبيد الله بن الحصين الأسلميان حتى أتيا امرأة من الأنصار من بني ساعدة فبرزت لهما وتحدثا عندها وقالا لها هل لك في صاحب لنا ظريف شاعر فقالت من هو قالا محمد بن بشير الخارجي قالت لا حاجة بي إلى لقائه ولا تجيئاني به معكما فإنكما إن أتيتما به لم آذن لكما فجاءا به معهما وأخبراه بما قالت لهما وأجلساه في بعض الطريق وتقدما إليها فخرجت إليهما وجاءهما الخارجي بعد خروجها إليهما فرحبا به وسلما عليه فقالت لهما من هذا قالا هذا الخارجي الذي كنا نخبرك عنه فقالت والله ما أرى فيه من خير وما أشبهه إلا بعبدنا أبي الجون فاستحيا الخارجي وجلس هنيهة ثم قام من عندها وعلقها قلبه فقال فيها .
( ألا قد رابني ويريب غيري ... عشية حكمها حيفٌ مريبُ ) .
( وأصبحت المودة عند ليلى ... منازل ليس لي فيها نصيب ) .
( ذهبتُ وقد بدا ليَ ذاك منها ... لأهجوها فيغلبني النسيب ) .
( وأنسى غيظ نفسي إن قلبي ... لمن واددت فَيئته قريب ) .
( فلا قلب مُصِرٌّ كل ذنب ... ولا راض بغير رضا غضوب ) .
( فدعها لست صاحبها وراجع ... حديثك إن شأنكما عجيب ) .
قال وبلغ الأشجعية زوجة محمد بن بشير ما قالته الأنصارية فعيرته بذلك وكانت إذا أرادت غيظه كنته أبا الجون فقال في ذلك