وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال وما مضى محمد عن وجهه إلا إلى طاهر فسأله الركوب إلى المأمون وأن يستوهبه جرمه فقال طاهر ليس هذا من أوقاتي وقد كتب إلي خليفتي في الدار أنه دعا بالجلساء .
فقال أكره أن أبيت ليلة وأمير المؤمنين علي ساخط .
فلم يزل به حتى ركب طاهر معه فأذن له فدخل ومجير الخادم واقف على رأس المأمون فلما بصر المأمون بطاهر أخذ منديلاً فمسح به عينيه مرتين أو ثلاثاً إلى أن وصل إليه وحرك شفتيه بشيء أنكره طاهر ثم دنا فسلم فرد السلام وأمره بالجلوس فجلس في موضعه فسأله عن مجيئه في غير وقته فعرفه الخبر واستوهبه ذنب محمد فوهبه له وانصرف وعرّف محمداً ذلك .
ثم دعا بهارون ابن خنعويه وكان شيخاً خراسانياً داهية ثقة عنده فذكر له فعل المأمون وقال له الق كاتب مجير والطف له واضمن له عشرة آلاف درهم على تعريفك ما قاله المأمون .
ففعل ذلك ولطف له فعرفه أنه لما رأى طاهراً دمعت عيناه وترحم على محمد الأمين ومسح دمعه بالمنديل فلما عرف ذلك طاهر ركب من وقته إلى أحمد بن أبي خالد الأحول وكان طاهر لا يركب إلى أحد من أصحاب المأمون وكلهم يركب إليه فقال له جئتك لتوليني خراسان وتحتال لي فيها .
وكان أحمد يتولى فض الخرائط بين يدي المأمون وغسان بن عباد يتولى إذ ذاك خراسان فقال له أحمد هلا أقمت بمنزلك وبعثت إلي حتى أصير إليك ولا يشهر الخبر فيما تريده بما ليس من عادتك لأن المأمون يعلم أنك لا تركب إلى أحد من أصحابه وسيبلغه هذا فينكره فانصرف واغض عن هذا الأمر وأمهلني مدة حتى أحتال لك .
ولبث مدة وزور ابن أبي خالد كتابا عن غسان بن عباد إلى المأمون يذكر فيه أنه عليل وأنه لا يأمن على نفسه ويسأل أن يستخلف غيره على خراسان وجعله في خريطة وفضها بين يدي المأمون في خرائط وردت عليه فلما قرأ على المأمون الكتاب اغتم به وقال له ما ترى فقال لعل هذه علة عارضة تزول وسيرد بعد هذا غيره فيرى حينئذ أمير المؤمنين رأيه .
ثم أمسك أياماً وكتب كتابا آخر