لها فإنه ابن عمك راغب فأزوجك أياه قالت نعم فزوجها منه فكان الفرزدق يقول خرجنا ونحن متحابين .
قال وكان الفرزدق قال لعبد الله بن الزبير وقد توجه الحكم عليه إنما تريد أن أفارقها فتثب عليها وكان ابن الزبير حديدا فقال له هل أنت وقومك إلا جالية العرب .
ثم أمر به فأقيم وأقبل على من حضر فقال إن بني تميم كانوا وثبوا على البيت قبل الإسلام بمائة وخمسين سنة فاستلبوه فاجتمعت العرب عليها لما انتهكت منه ما لم ينتهكه أحد قط فأجلتها من ارض تهامة قال فلقي الفرزدق بعض الناس فقال إيه يعيرنا ابن الزبير بالجلاء اسمع ثم قال .
( فإن تغْضَبْ قريشٌ أو تَغَضَّب ... فإنّ الأرضَ تُوعبُها تميم ) .
( هُم عَددُ النجوم وكلُّ حيٍّ ... سواهمْ لا تُعدُّ له نجوم ) .
( ولولا بيت مكةَ ما ثويتم ... بها صحَّ المنابتُ والأروم ) .
( بها كثُر العديدُ وطاب منكم ... وغيرُكم أخِيذُ الريش هِيم ) .
( فمهلاُ عن تعلّل مَن غَدَرْتم ... بخونته وعذَّبه الحَميم ) .
( أعبدَ اللَّهِ مهلاً عن أداتي ... فإني لا الضعيفُ ولا السؤوم ) .
( ولكنِّي صفاةٌ لم تُدَنَّس ... تزِلُّ الطيرُ عنها والعُصوم )